قلت: قد اختلف الحفاظ في سماع الحسن من علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأنكرها الأكثرون، وأثبتها جماعة. وقد رجح السماع الحافظ الضياء في المختارة، والحافظ ابن حجر في أطراف المختارة، والسيوطي. وقد ذكر المزني وهو موجود في حاشية التهذيب أيضا-: قال يونس بن عبيد: سألت الحسن, قلت: يا أبا سعيد إنك تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنك لم تدركه, قال: يا ابن أخي لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك, ولولا منزلك مني ما أخبرتك, إني في زمان كما ترى (وكان في عمل الحجاج) كل شيء سمعتني أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهو عن علي بن أبي طالب, غير أني في زمان لا أستطيع أن أذكر عليا. اهـ. وقد ولد الحسن لسنتين بقيتا من خلافة عمر باتفاق. وكانت أمه خيرة مولاة أم سلمة رضي الله عنها, فكانت أم سلمة تخرجه إلى الصحابة يباركون عليه, وأخرجته إلى عمر -رضي الله عنه - فدعا له: اللهم فقهه في الدين وحببه إلى الناس. وكان علي بن أبي طالب يزور أمهات المؤمنين ومنهن أم سلمة والحسن في بيتها هو وأمه, وقال أبو زرعة: كان الحسن البصري يوم بويع لعلي ابن أربع عشرة سنة, وقال علي بن المديني: الحسن رأى عليا بالمدينة وهو غلام, وكان الحسن يصلي خلف عثمان وعلي في المسجد، ولم يخرج علي من المدينة إلا بعد مقتل عثمان رضي الله عنهما. فكيف ينكر سماعه منه. والله أعلم. وانظر التهذيب (٢: ٢٦٣- ٢٧٠) وانظر أيضا الحاوي للفتاوي للسيوطي (٢: ١٠٢- ١٠٣) والفتاوى الحديثية لابن حجر الهيثمي (١٢٩) .