وردَ هذا النَّصُّ عقبَ النقلِ عن أبي إسماعيل الهَرَوي بعضَ النُّصوصِ في مسألةِ القرآن، وما وقع من الإِمام أبي بكر بن خُزيمةَ فيها مع بعض الأعيانِ، فأوردَ (مجموع الفتاوى ٦/ ١٧٧) قال: "وقال شيخ الإِسلام أبو إسماعيل ... "، ونقل من كتابه في اعتقاد أهل السُّنَّة، ثمَّ قال:"وقال شيخ الإِسلام أيضاً في كتاب مناقب الإِمام أحمد ... "، ثم قال:"إلى أن قال: ثم جاءت طائفة ... "، إلى أن قال:"قال شيخ الإِسلام: فطارَ لتلكَ الفتنة ذاكَ الإِمامُ أبو بكرٍ، فلم يزل يصيحُ بتشويهِها، ويُصنِّفُ في رَدِّها، كأنَّهُ مُنذِرُ جيشٍ، حتى دَوَّنَ في الدَّفاتر، وتمكَّنَ في السَّرائر، ولقَّنَ في الكَتاتيب، ونقَشَ في المحاريب: إنَّ اللهَ مُتكلِّمٌ، إن شاءَ تكلَّمَ، وإن شاءَ سَكَتَ، فجزى اللهُ ذاكَ الإِمامَ وأولئكَ النَّفَرَ الغرَّ عن نُصرةِ دينِهِ وتوقير نبيِّهِ خيراً.
قُلتُ: في حديث سلمان عن النَّبي - صلى الله عليه وسلم -: "الحلال ما أحلَّ اللهُ في كتابِهِ ... "".
ثمَّ أخذَ في ذكر الأدلَّة المُثبِتة للسّكوت، ثمَّ ذكر عقب ذلك النَّصَّ الذي ذكرتُ، ثمَّ أخذَ في تفسيرِ السُّكوتِ، حتى قال (ص: ١٨٠): "ثم من تفلسف منهم كالغزالي في مشكاة الأنوار ... " الخ.
فهذا فيه:
١ - تمييزُ ابن تيمية كلامَ الهَرَويّ في كلِّ فقرةٍ ينقلها بإضافتِها إليه صراحةً.
٢ - الفَصْلُ بينَ كلامهِ وكلامِ الهَرَويّ بقوله:(قلتُ)، وهذه اللفظة