للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي لفظٍ عن عبد الله قال:

"إذا تكلَّمَ الله -عَزَّ وَجَلَّ- بالوحْيِ سَمِعَ صوتَهُ أهلُ السَّماءِ، فَيَخِرِّونَ سُجْداً {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ} قال: سُكِّنَ عنْ قُلُوبِهم -نادى أهلُ السَّماءِ: {مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ قَالُوا: الْحَقَّ ...} قال: كَذا وكَذا" (٣٨).

وهذا الحديث مما احتجّ به الإِمامُ أحمد لإثبات كلام الربّ تعالى بصوتٍ.

قال ابنُه عبد الله، قال أبي رحمه الله:


= من طريق أبي الضحى عن مسروق عن عبد الله به موقوفاً، وسنده صحيح.
وقد روي مرفوعاً، والصَّوابُ وقفه كما شرحته في التعليق على "مناظرة ابن قدامة".
(٣٨) حديث صحيح.
أخرجه عبد الله بن أحمد في "السُّنَّة" رقم (٥٣٦) والخَلاَّل -كما في "درء التعارض" ٢/ ٣٨ - عن الإِمام أحمد: نا عبد الرحمن بن محمد المُحاربي عن الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عبد الله به.
قلت: وهذا إسناد جيد، المُحاربي ثقة جيدُ الحديث وباقي الإِسناد ثقاتٌ معروفونَ، ومسلم هو ابن صُبَيْح أبو الضُّحى.
وقد أعلَّ بعضهم الإِسناد بعنعنة المُحاربي بدعوى أنَّه مدلّس، وهذا قولٌ غيرُ محقّق، وذلك لأنَّ المحاربيُّ إنَّما وصفَهُ بالتدليس ممَّن يعتمد قولُه: الإِمام أحمد، وهو إنَّما احتَجَّ لذلك بما يرويه عن معمر فإنَّه لم يسمَع منه، وهذا النوع وإن كان يُسمَّى إرسالاً إلاَّ أنَّ الكثيرَ من الأئمة كانوا يُطلقون عليه وصفَ التدليس, لأنَّ فيه مشابهةُ له من بعض الوجوه، فيغلط في فهمه كثيرٌ من متأخري الطلبة.
ومنْ أقوى ما يُعَضَّدُ به الإِسناد, أنَّ الإِمام أحمدَ نفسَه احتجَّ به لمَذهبِ أهل الحق في إثبات صفةِ الصوت.

<<  <   >  >>