حديث صحيح. أخرجه البزار رقم (٢٢٣١ - كشف الأستار) وابن أبي حاتم -كما في "تفسير ابن كثير" ٤/ ٤٧٤ - والدارقطني ٢/ ١٣٧ والحاكم ٢/ ٣٧٥ والبيهقي ١٠/ ١٢ من طريق عاصم بن رجاء بن حَيْوَة عن أبيه عن أبي الدرداء به. قال البزار: "إسناده صالح". وقال الحاكم: "صحيح الإِسناد" وأقَرَّه الذهبي. قلت: إسناده جيد، عاصم بن رجاء صدوق جيد الحديث، وأبوه ثقة مشهور روى عن أبي الدرداء. وللحديث شاهد من حديث أبي ثعلبة الخُشَني وغيره يرتقي به إلى الصحة. ٢ - وحديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كان أهل الجاهلية يأكلونَ أشياء، ويتركون أشياءَ تقذّراً، فبعثَ الله تعالى نبيَّه -صلى الله عليه وسلم-، وأنزلَ كتابه، وأحلَّ حلالَه، وحرَّم حرامه، فما أحلَّ فهو حَلالٌ، وما حرَّمَ فهو حرامٌ، وما سَكَتَ عنه فهو عفوٌ، وتلا: {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا ...} إلى آخر الآية [الأنعام: ١٤٥]. حديث صحيح. أخرجه أبو داود رقم (٣٨٠٠) والحاكم ٤/ ١١٥ من طريق محمد بن شَريك المكي عن عمرو بن دينار عن أبي الشعثاء عن ابن عباس به. قلت: وهذا سند صحيح، وقد صحَّحه الحاكم وأقرَّه الذهبي. والأئمة والفقهاء منذ القرون الأولى يقولون: هذا تكلّم به الشارع، وهذا سكت عنه الشارع، ويقولون: دلالة المنطوق، ودلالة المسكوت، والشارع هو الله تعالى، ورسوله -صلى الله عليه وسلم-. قال شيخ الإِسلام: "فثبت بالسنَّة والإِجماع أنَّ الله يوصف بالسكوت" "مجموع الفتاوى" ٦/ ١٧٩.