للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفارقَه لَما صَحَّتْ إضافَتُهُ إليه إضافةَ الصِّفَةِ إلى الموصوفِ.

وهذا الكلامُ بعَيْنِهِ هو الذي في مَصاحفِ المُسلمينَ بلا شَكٍّ ولا ريبٍ، خِلافاً لِلَّفظيةِ من الأشعريةِ وغيرهم القائلينَ بأنَّ ما في المَصاحفِ دلالةٌ على كلام الله، وليسَ هو كلامَ الله، وقد قالَ الله تعالى: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (٧٧) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (٧٨) لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (٧٩) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} فأبان أنَّ كلامَه الذي هو وحيُهُ وتنزيلُهُ يكونُ في الكتاب المكنونِ، فكذلك كونُه في المَصاحفِ، ونحنُ لا نعلَمُ القرآنَ إلاَّ هذا العربيَّ المنزَلَ، وهو الذي سمَّاه الله تعالى كلامَه.

وقَدْ قالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-:

"لا تُسافِروا بالقرآن إلى أرْضِ العَدُوّ، فإنِّي أخافُ أن ينالَهُ العدوُّ" (٧٨).

ولا خِلافَ في أنَّ النَّهيَ عن السَّفر بالقرآن، إنَّما هو النَّهْيُ عن السَّفَرِ


(٧٨) حديث صحيح.
أخرجه مالك٢/ ٤٤٦ والشافعي رقم (١١٤٩، ١١٥٠) وأحمد رقم (٤٥٠٧، ٤٥٢٥، ٤٥٧٦، ٥١٧٠، ٥٢٩٣) والبخاري ٦/ ١٣٣ ومسلم رقم (١٨٦٩) وأبو داود رقم (٢٦١٠) والنسائي في "فضائل القرآن" -من "الكبرى"- رقم (٨٥) وابن ماجة رقم (٢٨٧٩، ٢٨٨٠) من طرق عن نافع عن ابن عمر به مرفوعاً.
وتابع نافعاً عليه عبد الله بن دينار، أخرجه أحمد رقم (٦١٢٤) وابن أبي داود في "المصاحف" ص: ١٨٣ بسند صحيح عنه.
وكذا تابعه سالم عن أبيه، أخرجه ابن أبي داود ص: ١٧٩ - ١٨٠ بسند صالح في المتابعات.
وهذا حديث جليل قد أفردت الكلام عليه إسناداً ومتناً في جزء.

<<  <   >  >>