للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولقد كانتْ هذِهِ الأمَّةُ مرحومةً في أوَّلِ عَهدِها، جَمَعَها الله على الهُدى، وألَّفَ بين قُلوبِ أفرادِها، وحَماها من الهَوى، حيثُ استقامَت على طاعةِ الله ورسولِهِ -صلى الله عليه وسلم-، أولئكَ أصحابُ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، لمْ يكونوا يَعْرِفُونَ غيرَ اتِّباعهِ وتَوْقيرهِ واتِّباع النُّور الَّذي أنْزلَ معَهُ، مُستسلمينَ لِما جاءَ به من الحقّ، لم يكنْ لهم قوْلٌ معَ قولِهِ، ولا اعتراضٌ على حكْمهِ.

وصَدَق عبد الله بن مسعود رضي الله عنه حين قالَ: "إنَّ الله نَظَرَ في قلوبِ العِبادِ، فوجَدَ قلبَ محمّدٍ -صلى الله عليه وسلم- خيرَ قلوبِ العبادِ، فاصْطَفاه لِنَفْسِهِ، فابتعثَهُ برسالَتِهِ، ثُمَّ نَظَرَ في قُلوبِ العبادِ بَعد قَلْبِ محمّدٍ، فوَجَدَ قلوبَ أصحابِهِ خيرَ قلوبِ العبادِ، فجعَلهمَ وُزراءَ نبيِّهِ، يقاتِلَونَ على دينِهِ، فما رَأى


= وقد رواه أبو بكر بن عياش على هذا الوجه عن عاصم عند غير واحد ممَّن ذكرت، ورواه عن عاصم عن زر عن عبد الله، أخرجه النسائي في "الكبرى" - كما في "تحفة الأشراف" ٧/ ٢٥ - وابن نصر ص: ٥ والحاكم ٢/ ٢٣٩.
وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وإني أحسبه خطأ من أبي بكر بن عياش، ففد تابَعَ عاصمًا عليه الأعمش فرواه عن أبي وائل عن عبد الله.
أخرجه البزار رقم (٢٢١١ - كشف الأستار) وسنده صحيح.
ورواه الربيع بن خثيم عن عبد الله، أخرجه البزار رقم (٢٢١٢) بسند صحيح. وله شاهد من حديث جابر بن عبد الله.
أخرجه أحمد ٣/ ٣٩٧ وابن ماجة رقم (١١) وابن أبي عاصم رقم (١٦) وابن نصر ص: ٥، ٦ وابن الطبري رقم (٩٥) وإسماعيل بن الفضل الأصبهاني في "الحجة" ق ٧٥/ أمن طريق مجالد عن الشعبي عن جابر به نحو مرفوعًا.
قلت: وإسناده لين، لضعف في مجالد.
قال الحكم: "وشاهده لفظًا واحدًا حديث الشعبي عن جابر من وجه غير متعمد".

<<  <   >  >>