للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكَما قال: "إنَّ مِمَّا أخشى عليكم شهَواتِ الغَيِّ في بُطونِكم وفُروجِكم ومُضلَّاتِ الهوى" (٦).

فوقَعَ الاختلافُ، وعظُمَ في الأمَّةِ، فأعْرَضَ أكثرُها عن الكتابِ، وضَرَبَ آخرونَ آياتِهِ ببعْضِها، وجادَلوا بالباطِل ليُدْحِضوا به الحقَّ، وزيَّنَ ذلكَ إبليسُ في أعيُنِهم فرَأوْه حَسَنًا، وحسِبوُه عَيْنَ العَقْلِ والاستقامةِ.

ولقَدْ أخبرَ المعصومُ -صلى الله عليه وسلم- عمَّا تؤولُ إليه حالُ الأمَّةِ من بعدِه، ودلَّ على ما فيهِ النَّجاةُ والسَّلامةُ:

فعَن العرباض بن ساريةَ رضي الله عنه؛ قال: صلَّى بنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الصُّبحَ ذاتَ يوم، ثمَّ أقبلَ علينا، فوعَظَنا مَوْعظةً بليغة؛ ذَرَفَتْ منها العُيونُ، وَوَجِلَتْ منها القُلوبُ، فقال قائلٌ: يا رَسولَ الله! كأنَّ هذه مَوْعظةُ مُوَدِّعٍ؛ فماذا تعهَد إلينا؟ فقال: "أوصيكُمْ بِتَقْوى الله، والسَّمْعِ والطَّاعةِ،


= أخرجه أحمد ٥/ ٢٧٨، ٢٨٤ وأبو داود رقم (٤٢٥٢) والترمذي رقم (٢٢٢٩) والدارمي رقم (٢١٥، ٢٧٥٥) من طريق حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قِلابة عن أبي أسماء عن ثوبان به مرفوعًا، وبعضهم يذكره ضمن حديث.
قلت: وإسناده صحيح، وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح".
وله شواهد صالحة الأسانيد من حديث شداد بن أوس وعمر بن الخطاب وأبي ذر وأبي الدرداء ...
(٦) حديث صحيح.
أخرجه أحمد ٤/ ٤٢٠، ٤٢٣ والبزار رقم (١٣٢ - كشف الأستار) وابن أبي عاصم رقم (١٤) والطبراني في "الصغير" رقم (٥١١) وغيرهم من طريق أبي الأشهب عن أبي الحكم البُناني عن أبي بَرْزة الأسلمي مرفوعًا به.
قلت: وسنده صحيح.

<<  <   >  >>