للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيها، وصِفَةَ الله لا تَشْبَهُ صِفَةَ المَخلوقِ فلِمَ عَسُرَ التمييزُ فيها؟

ولقد أنكرَ الأئمَّةُ رحمهم الله هذه البدعَةَ حين ظهَرتْ، كالبخاري رحمه الله تعالى وغيرِهِ، وقَدْ أخَذَ الإِمامُ أبو بكر المَرّوذىُّ - أخصّ أصحابِ الإِمام أحمد به - أجوبةَ أئمَّةِ الإِسلام وعلمائهِ في وقتهِ، من أهل بغدادَ، والبَصْرةِ، والكوفةِ، والحَرَمَيْنِ، والشامِ، وخُراسانَ، وغيرهم من الأئمة في ذلك (٩٥).

وقد ساقَ شيخُ الإِسلام منهم جماعةً، منهم:

أبو بكر الأثْرَم، ومحمد بن بشَّار بُنْدار، ويعقوب بن إبراهيم الدَّوْرقيّ، ومحمَّد بن عبد الله المُخَرَّمي، والعبَّاس بن محمد الدُّوريّ، وعبد الكريم بن الهَيْثم العاقوليّ، وأحمد بن سِنان الواسطي، وعليّ بن حَرْب المَوْصلي.

قلتُ: وهؤلاء جميعًا من ثِقاتِ المحدِّثينَ وحُفَّاظِهم.

قال شيخ الإِسلام: "ومَن شاءَ الله تعالى من أئمَّةِ أهْل السُّنَّة وأهلِ الحَديث، من أصحاب الإِمام أحمد بن حنبل وغيرِهم، يُنْكِرونَ على مَن يَجْعَلُ لَفْظَ العبد بالقرآنِ، أو صوتَه به، أو غيرَ ذلك من صفاتِ العبادِ المتعلِّقةِ بالقرآنِ غيرَ مخلوقةٍ، ويأمُرونَ بعقوبتهِ بالهَجْرِ وغيرِه" (٩٦).

والبدعة الثانية: أنَّ أقوامًا جَعَلوا كلامَ الله مجرَّدَ الحُروفِ والأصواتِ، والمَعانيَ ليسَتْ داخلةٌ في ذلك.


(٩٥) "مجموع التفاوى" ١٢/ ٤٢٢.
(٩٦) "مجموع الفتاوى" ١٢/ ٤٢٢.

<<  <   >  >>