فرجَعَ الأشعريُّ عن بدعةِ الاعتزالِ إلى بدعة ابن كُلّاب، ومن حسنة رجوعه إثباتُ الصفات والرُّؤية وغير ذلك من عقيدة أهل السنَّة، ووافقَ الحقَّ في غالب ما رجع إليه، وجانبه في بعضه، ومن ذلك مسألة القرآن، وهي أعظمُ المسائل خطورةً، فقد وافق فيها ابن كُلّاب، وقد علمتَ أنَّ ابن كُلّاب كان مبتدِعاً فيها بدعةً لم يُسبَق إليها، وأنَّ تحقيقَ قولِهِ يَرْجِعُ إلى موافقة المعتزلة وإنْ خالفَهم في الظاهر. ولقد اغترَّ كثيرٌ من إخواننا السلفيين بكتاب "الإِبانة" لأبي الحسَن الأشعري، ورفَعوا به من شأنه إلى حَدٍّ عدّه إمامَ أهل السنَّة والجماعة -قول أتباعه الأشعرية- بل إني رأيت لبعض المسوّدين لحواشي الكتب عدَّ اعتقادِ الأشعري هو اعتقادَ الإِمام =