والصَّفاتِ، وعِصْمَة الأنبياء، وغير ذلك، وكان في أتْباعهِ مُجَسِّمةٌ مُشبّهةٌ.
فهؤلاء مشاهيرُ أهل البدَع في كلام الله تعالى، وهُناك طوائفُ سِواهم أخْمَدَ الله ذكرَهم، سِوى الَمتفلسفة المنسوبينَ إلى الإِسلام -وهو بريءٌ منهم- فهؤلاء لهم قَوْلٌ تضمَّنَ قولَ الجهمية وزيادةً، كما سيأتي ذكرُهُ، وكانَ من أقطاب القائلين به: ابنُ سِينا، ذاك الزَّنْديقُ القُرْمُطي المَحْسوب على الإِسلام، وابنُ عَربيّ الطائيُّ صاحبُ "الفتوحات" و"الفصوص" رأسُ القائلين بالاتّحاد، بَلْ رأسُ أهْلِ الإِلْحادِ، المَعدود في الأولياءِ، زوراً وبهتاناً، وظُلْما وعُدواناً، وأشباهُهما من المارقينَ عن دين المُسْلِمينَ.
وإنّي ذاكرٌ في هذا الباب اعتقاداتِ جميعِ هذه الطَّوائِفِ في القرآن العظيم، وعامَّةِ كلام ربّ العالمينَ، وناقِضٌ ذلك عليهم بالحُجَج والبَراهين، واختصَصْتُ بالتفصيل منهم المعتزلةَ والأشعريّةَ، فأفردتُ لكلّ طائفةٍ فَصْلاً، لعُموم البَلْوى باعتقادِ كلٍّ منهما، وخاصَّةً الأشعريةَ الَّذين ضَلَّ باعتقادهم الخاصُّ والعامُّ من المنتسبينَ للعلم وطلَبِهِ، وغيرِهم، إلاَّ قليلًا من الغُرَباء بالسُّنَّة، ولُبَّسَ على كثيرٍ من المنتسبينَ إلىَ السُّنَّة من علماءِ هذا الزَّمانِ فلم يُميّزوا بينَهم وبينَ أهلِ السُّنَّة والجماعَةِ، وحَسِبوهم منهم، وإنَّما وقَعَ هذا اللَّبْسُ لأسبابٍ سأشرحها في خاتمة كتابنا هذا.