للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يعظّمونَ المصْحَفَ، ويبجّلوله لدَلالته عندَهم على القديمِ النَّفسي، بل إنَّك تجدُ فيهم مَن يُصرِّح بتكفيرِ مَن استهانَ بالمصْحَف.

ولكنَّ بدعةَ هؤلاء الأوائل ضرَّتْ بهؤلاء السُّفَهاء، فإنَّهم توسَّعوا فيها حتى أخْرَجَتْهم من الإِسلام، وهذا شأنُ البِدَع وتأثيرِها على أصحابِها.

قال شيخُ الإِسلام: "فالبدَعُ تكونُ في أوَّلها شِبْراً، ثم تكثرُ في الأتباع حتى تصيرَ أذْرُعاً وأميالًا وفراسخَ" (٩١).

وحين ذكرَ شيخُ الإِسْلام بدْعَة الأشعريّة واعتقادَهم الباطلَ الذي شَرَحْناه، قال: "وهذا القَوْلُ فيه نوعٌ من الضَّلالِ والنّفاقِ، والجَهْلِ بحُدودِ ما أنْزَل الله على رسُولهِ، وهو الذي أوقَعَ الجُهال في الاستخفافِ بحُرْمةِ آياتِ الله وأسْمائِهِ، حتى ألْحدوا في أسْمائِهِ وآياتِهِ" (٩٢).

وقال: "وقد اتَّفقَ المسلمونَ على أنَّ مَن استخفَّ بالمصْحَف، مثل أنْ بُلْقِيَه في الحُشّ، أو يركضهُ برجْلهِ، إهانةً له، أنَّه كافرٌ مباحُ الدَّم" (٩٣).

• • • • •


(٩١) "مجموع الفتاوى" ٨/ ٤٢٥.
(٩٢) "مجموع الفتاوى" ١٢/ ٣٨٢.
(٩٣) "مجموع الفتاوى" ٨/ ٤٢٥.

<<  <   >  >>