للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمعنى جميعاً، لشموله لهما، ليس حقيقة في اللفظ فقط -كما يقوله قومٌ-

ولا في المعنى فقط -كما يقوله قومٌ- ولا مشترك بينهما -كما يقوله قومٌ- ولا مشترك في كلام الأدميين، وحقيقة في المعنى في كلام الله -كما يقوله قومٌ-" (٣).

وقال الحافظ الأمام أبو نصر السِّجزي - رحمه الله -: "لم يكن خلافٌ بين الخلق على اختلاف نحلِهم من أوَّلِ الزمان إلى الوقت الذي ظهرَ فيه ابن كُلاّب (٤) والقلانسي (٥) والأشعري (٦)، وأقرانهم ... من أن الكلام لا يكون إلاَّ حرفًا وصوتًا، ذا تأليفٍ واتِّساقٍ، وإن اختلفت به اللغات ... " (٧).

ومن الدلائل على صِحَّة ما ذكرنا ما يلي:

١ - إطباق سائر الأمم والطوائف - سوى بعض أهل البدع أمثال ابن


(٣) "مجموع الفتاوى" ١٢/ ٤٥٦ - ٤٥٧.
ويشير بقوله: "كما يقوله قوم" إلى ما أحدثته المبتدعة في تعريف الكلام، ليبطلوا أن يكون كلامُ الله تعالى حروفاً وكلماتٍ.
(٤) هو أبو محمد عبد الله بن سعيد بن كلاّب القطان البصري، وإليه تنتسب طائفة "الكلاّبية" وعلى طريقته جرى أبو الحسن الأشعري وغيره، وسيأتي شيء من ذكر حاله في الباب الثالث.
(٥) هو أبو العباس أحمد بن عبد الرَّحمن القلانسي الرازي، مذكور في أقران أبي الحسن الأشعري الآتي، وكان على شاكلته في الاعتقاد.
(٦) هو أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعريّ، وإليه تنتسب طائفة "الأشعرية" وسيأتي ذكر بعض حاله في الباب الثالث.
(٧) "درء تعارض العقل والنقل" ٢/ ٨٣.

<<  <   >  >>