للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جلال الدين خوارزمشاه (١). وأرسل مكتوبا إلى علاء الدين «نو مسلمان» (٢) يقول فيه: إنهم لو اغتالوا السلطان وبعثوا روحه الطاهرة إلى عليين، فإنه سيسلّمهم قلعة «كماخ» بما تشتمل عليه من ذخائر، وسيجعل من «أرزنجان» - وهي مستقرّ دولة آبائهم من قديم- مركزا لدعوتهم [الإسماعيليّة].

فلما بلغت هذه/ المعاني سمع السلطان أغرق في الضحك وقال: لقد اختلط عقل هذا المسكين وانقلب به عرشه، (بيت):

- لأن أمره لم يتيسّر بالذّهب، … فإنّني أمتشق له سيفي البّراق

وحين وضع ماشطو الغيب لعروس الرّبيع المسك في الأكمام والورد في الجيوب، اعتزم السلطان على الرّحيل من السّاحل متوجّها إلى منطقة «قباد آباد» وظلّ هناك شهرا، وعزم من ثمّ على التوجّه إلى «قيصريّة» دون إبطاء.

وقد نهض «الملك الأشرف» بفعل تحايل المطربة وخداعها، وأرسل


(١) السلطان جلال الدين خوارزمشاه، تولى حكم الدّولة الخوارزمية بعد وفاة أبيه علاء الدين محمد سنة ٦١٧، فحشد الفلول المبعثرة من القوات الخوارزمية ونازل بها المغول فأوقع بهم هزائم متكررة، مما اضطر «چنكيز خان» إلى التحرّك بنفسه لمحاربته، فهزم جلال الدين الذي فر إلى بلاد الهند، ثم عاد مغرّبا مرة أخرى بعد أن أعاد تنظيم صفوفه، وتشتمل الصفحات التالية من هذا الكتاب على وصف فريد لجانب من الفترة الأخيرة من حياته، وقد توفي مقتولا سنة ٦٢٨ هـ.
(٢) نو مسلمان: هو جلال الدين الحسن المعروف ب «نو مسلمان» أي المسلم الجديد.
جلس على عرش الدولة الإسماعيلية في «ألموت» سنة ٦٠٧، فأظهر الحيدة عن المذهب الإسماعيلي، وحمل أتباعه على عدم الغلو واتباع رسوم الشرع، وأقام علاقات وطيدة مع الخليفة العباسي وسائر ملوك الإسلام الذين اغتبطوا بهذا التغيير، وقد توفي سنة ٦١٨. (انظر: محمد السعيد جمال الدين: دولة الإسماعيلية في إيران، طبع مصر ١٩٧٥ م، ص ٢٢٥، وما بعدها).