للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر قتل الملكة العادليّة وحبس ابنيها عزّ الدين قلج أرسلان وركن الدين

حين نشر سلطان الرّبيع أعلام التّمكين، وضربت عساكر الرّياحين خياما بلون الدّم في صحراء تفوح برائحة المسك، وانتقل السلطان من «أنطاكية» إلى «قيصريّة»، أمر «كوبك» بأن يفرّق بين الملكين ووالدتهم الملكة العادليّة، ووفقا للحكم أرسل الملكة إلى قلعة «أنكورية»، حيث خنقوها بعد مدة بوتر القوس (١)، بينما حمل الملكان إلى قلعة «برغلو» حيث تمّ حبسهما.

كان السلطان «غياث الدين» قد أخلف [أبناءه] «عزّ الدين كيكاوس» من سيّدة «بردولية» (٢)، و «ركن الدين قلج أرسلان» من جارية روميّة، و «علاء الدين كيقباد» من ملكة الكرج، فقد فوّض «مبارز الدين أرمغانشاه» لكي يكون أتابك «عز الدين كيكاوس»، وأمره بالقضاء على أخويه (٣).


(١) «وكانت المرحومة … لفرط ما هو مركوز في جبلتها من عفّة وصيانة قد طلبت الأمان قبل أن يدخل الجلّادون عليها، حيث جدّدت وضوءها وركعت ركعتين لفراق الحياة، ثم توجّهت إلى السّماء- قبلة الدّعاء- وقالت في دعائها: اللهمّ إني أمتك وابنة عبدك البائسة المظلومة الذّليلة، فارقوا [صح: فارق] الظّلمة بيني وبين بنيّ، وهمّوا بإزهاق نفسي، وإرهاق روحي وإهراق دمي. اللهمّ إني أستودعك أولادي فكن لهم حافظا ومجيرا، وافعل بالظالمين ما هم أهله، واغفر لي وارحمني وتب عليّ إنك أنت التّواب الرّحيم …» (أ. ع، ٤٧٢).
(٢) كذا في الأصل، وقد لاحظ الأستاذ «هوتسما» محقّق الأصل الفارسي أن اسم امرأة يونانية قد كتب بخطّ غير مقروء بهامش تلك الصفحة مقابل الكلمة المذكورة في المخطوط الأصلي ويشير «هوتسما» إلى أنّ أمّ عزّ الدين كانت ابنة راهب يوناني.
(٣) أي أن السلطان «غياث الدين كيخسرو» أمر «مبارز الدين» بقتل أخوي السلطان نفسه.