للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر ورود رسل بلاط [أو كتاي قاآن] (١) إلى السلطان علاء الدين كيقباد

حكى الأمير شمس الدين عمر القزويني المعروف بسروران (٢) [وهو من أكابر منطقة قزوين] (٣) فقال:

عرضت لي حادثة من أحداث الأيّام ووقائع الدّهر، ففارقت وطني القديم الذي كان مقطع السّرّة ومجمع الأسرّة، وسلكت طريق التّجارة. فلما بلغت مدينة «أرزروم» ورأيتها مشحونة بالنّعمة والرّاحة، أقمت هناك مدة، وحصلت مالا ومتاعا وفيرا ونعمة متزايدة. وفجأة عزمت على السّفر إلى «تركستان» (٤) فصنّعت ألوانا من الجواهر والمرصّعات، وقضيت مدة في استكمالها ثم قلت لنفسي هذا متاع لا يليق إلا بخزانة إمبراطور. فأسرجت مطيّة السفر، وفتحت على نفسي الطّريق إلى تلك الحضرة، فلما بلغتها أبرمت صفقة ناجحة وزاولت تجارة رابحة.

وكان الإمبراطور حاضرا وقت عرض الأمتعة فقال لي: من أين جئت؟

قلت: من بلاد الرّوم. قال: تلك البلاد التي بيد السلطان علاء الدين كيقباد؟

قلت: نعم. قال: ما طريقته في السّياسة والملك؟ قلت: على النّحو الذي يروق للإمبراطور. وليس في الإسلام سلطان مثله: عدل شامل، وعقل كامل،


(١) إضافة من أ. ع، ٤٥٢.
(٢) سروران: أكابر، ساردة، رؤساء.
(٣) إضافة من أ. ع، ٤٥٢.
(٤) في الأصل: بركستان (كذا)، قارن أ. ع، ٤٥٣.