للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر خراب «قيصرّية» وهلاك المحصورين بها

وعندما سمعت والدة السلطان غياث الدين ذلك غادرت في التوّ واللّحظة «قيصرية» والتجأت إلى «سيس» (١). ولما هرب ملك الزهاد «صمصام الدين قيماز» الجامه دار (٢)، و «فخر الدين اياز الأعرج» من المعركة انتهي بهما المطاف إلى هناك (٣)، وبذلا جهدا بليغا في ترتيب معدات الحصار والدفاع وإحكام الأبراج والأبدان./ فلما وصل جيش المغل شمل كل ما وجده خارج السّور بالنّهب والحرق والإغراق.

وفي اليوم التالي طاف «بايجو» راكبا مع أمراء جيشه حول المدينة، ونصب ثلاثة مجانيق على برج بوابة «سيواس» - وهو الذي كان اعتماد أهل المدينة كله علي حصانته- وألزموا الأسرى وأولئك الذين يلبسون الصوف (٤) بسحب المنجنيق، فتواصل القصف خمسة عشر يوما على التوالي، وظهرت في البرج ثغرات فاحشة.

وعزم جيش المغول على الرجوع لوفرة ما غنموه، على أن يرجئوا تنفيذ المهمة إلى العام القابل، لكن ولد «خازوك» - وكان «أكدشباسي» المدينة- أرسل في الليل رسولا إلى «بايجو» طالبا الأمان، فلما تم له ذلك خرج- في


(١) قارن أ. ع ٥٢٨.
(٢) الجامةدار: من يتولى أمر ثياب السلطان.
(٣) يعني إلى قيصرية.
(٤) في الأصل: جولقيان: وهم الفقراء والصوفية الجوالون، ويبدو أنهم كانوا مميزين بملابسهم المصنوعة من الصوف والجوت، ويطلق على هذا النوع من الملابس اسم «جولخ» أو «جولق». راجع «برهان قاطع».