للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر وفاة السلطان علاء الدين [كيقباد] فى الطريق، ورجوع الصّاحب الطغرائي بالأمر بتولي الوزارة بممالك الرّوم وتقرير القضايا

نظرا لأن السلطان علاء الدين كيقباد كان من سلاطين السلاجقة الذين قلّما اجتمع لهم هذا الحسب والنسب (١)، إذ أنه من جهة أمّه «داودي» (٢)، ومن ناحية أبيه «سلجوقي»، فقد توجّه بأمر أخيه الأكبر السلطان عزّ الدين للمثول في حضرة [الخان] (٣).

وبعد قطع المفاوز وطيّ المراحل، شغل ذات ليلة في بعض منازل الطّريق بالتسلية والمتعة مع أمرائه وحرفائه حتى انقضى من الليل ثلثاه، فلمّا تفرّقوا اتجه إلى مخدعه. وفي الصباح حضر الأمراء على عادتهم إلى الأعتاب السلطانية، فرأوا من السلطان/ تأخّرا على خلاف المعهود. فدخل «مصلح لالا» لكي يبلغ السلطان بحضور الصّاحب والأمراء. فلّما دخل شاهدوا عليه تغيّرا عظيما بسبب وفاة السلطان. ولم يعلم السبب الذي أدّى إلى تلك الفجاءة بأي وجه من الوجوه.

فلما لحقوا بخدمة «منكو خان» أمر بالتفحّص عن سبب وفاة السلطان، وبألّا يحابوا الخائن في هذا الصدّد، فلم يتأكّد شيء.

وفي تلك الأثناء وصل الرّسل من قبل «بايجو» بأن السلطان «عزّ الدين» - سلطان الرّوم- قد أظهر العصيان، وأن جيشه التقى «ببايجو قرجي» في صحراء


(١) قارن أ. ع ٦٢٩، ٦٣٠.
(٢) نسبة إلى چغري بيك داود، أبي السلطان آلب أرسلان.