للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولمّا علّقت جثّة «كوبك» على المشنقة بادر أقارب كمال، فأنزلوا جثّته المقدّدة ودفنوها. وهذه من بين الكرامات التي يحكونها عن السلطان علاء الدين.

فلما تدلّى القفص من الحبل، كان عدد من النّاس قد تجمعوا لمشاهدة جثّته الممزقة إربا، وفجأة سقط القفص فأهلك رجلا. فقال السلطان: لا زالت نفسه الشّريرة تعمل عملها في هذا العالم.

ولمّا فرغ السلطان من تلك المهمّة، استدعى «جلال الدين قراطاي» (وكان «كوبك» قد أبقى عليه معزولا في إحدى النواحي) واستماله وسلّم إليه «الطست خانه» وخزانة الخاصّ. وجرى إسناد نيابة السلطان إلى شمس الدين (وكان خط العزل قد رسم على صحيفة عمله حين أسندت الوزارة إلى الصاحب مهذّب الدين).

[ذكر وصول هودج ملكة الكرج إلى قيصرية وانتظام العقد والزفاف]

سبق أن ذكرنا أن «كمال الدين كاميار» حين دفع بالجيوش إلى ديار/ الكرج، كانت «رسودان» - ملكة الكرج- قد أرسلت إليه رسلا، وجرى في تلك الأثناء حديث المصاهرة حيث التمست مصاهرة الملك غياث الدين، فراقت تلك الصّلة للسلطان علاء الدين وقرنها بالقبول.

فلما وصلت نوبة السلطنة إلى غياث الدين، ندب شهاب الدين المستوفي الكرماني- ولم يكن له في خبرته ودرايته ثان في العالم الفاني- لإنجاز هذه المهمّة، فلما وصل إلى هناك، كانوا قد أعدّوا كل شيء، فتوقّف عدة أيام