للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر حدوث الفتور فى بلاد الروم]

كانت فاتحة الوهن ومقدّمة الفتور أنّ الشّلل تسرّب إلى مزاج «جرماغون نوين» (١)، فوصل من حضرة [الخان الأعظم]- بعد فترة من الوقت- أمر بإسناد قيادة الجيش وزعامته إلى «بايجو قرتشي». وكان يريد أن يحدث تجديدا.

في الدّولة القاهرة، لكي يروج سوقه ويعلو أمره ويزدهر. فاختار ثلاثين ألف فارس تتريّ من القادة المشهورين، وانطلق بهم صوب «أرزن الروم».

وبمجرّد وصولهم شرعت المجانيق والعرادات في العمل على جوانب السّور، وتتابعت حرب الحجارة ليل نهار كأنها القضاء المبرم. فأخذ «سنان الدين ياقوت» قائد الجيش و «أستنكوس» قائد قوّة الفرنجة في الخروج للقتال بأعداد كبيرة من الجند، وكانوا يبدون الكثير من الجسارة والبأس. ولو لم يكن «شرف الدّويني» (٢) - وكان شحنة المدينة- قد فعل ما فعل من غدر ودونيّة لكان من الممكن أن ينصرف جيش المغول عن المدينة بسبب هجوم الشّتاء، ولحظي بضعة آلاف من الآدميين بالنّجاة من ضرب سيوفهم، لكنّ «الدّويني» الدون- بسبب ما كان يكنّه من حقد وضغينة لقائد الجيش- أرسل خفية رسالة إلى «بايجو»:

إذا أعطيت الأمان على حياتي وحياة أتباعي فإنني أرفع المحاربين في البرج الذي وكلت إليّ حراسته، لكي يهبطوا ويكسروا أقفال البوّابة بالعمود الحديديّ.


(١) جرماغون نوين: أحد كبار قادة المغول. وكان «أوكتاي قاآن» - إمبراطور المغول- قد كلّفه بتعقّب السّلطان جلال الدّين خوارزمشاه فلمّا قتل السلطان لبث بالمنطقة وشنّ بضعة غارات على البلاد المجاورة، وتمّ عزله عن قيادة المغول سنة ٦٣٩، بعد أن أصيب بالشلل. (انظر: عباس إقبال: تاريخ مغول، ص ١٤١ وما بعدها).
(٢) في الأصل دوني. انظر أ. ع، ٥١٤.