الليل أيضا- من فتحة المجري، وذهب إلى معسكر المغل، ووصف أحوال ضعف المدينة وقوّتها بالتّفصيل.
فلما علم الأمراء بالأمر ورأوا أن الشخص الذي يسبغ عليه «بايجو» ولايته يحظى بالعناية البالغة، انضم إليه «أياز الأعرج» سوباشي المدينة- ومن ثم لم يبق بها إلا «صمصام الدين». وهنا رجع «بايجو» عن قرار الرجوع. وذات يوم أمر بأن يلبس الجيش كله لأمة الحرب، وأن توضع السلالم على ذلك البرج الذي كانت قد فتحت فيه ثغرات بقصف المنجنيق (١). فصعدو على السلالم، وأذاقوا كل من رأوه شربة السيف، ثم نزلوا وكسروا قفل البوابة.
فدخل الجيش بأسره المدينة، وأمسكوا بأمير العارض وكل أفراد الجيش، وحملوهم إلى صحراء المشهد. وبعد النهب والقتل أضرموا النار في سائر البيوت.
فلما فرغوا من المدينة وأهلها، غادروها إلى خارجها، وفي صحراء المشهد أجهزوا علي الأسري الذين كانوا قد أمسكوا بهم من قبل، وقسموا الأطفال والعيال فيما بينهم/ ثم سلكوا طريق العودة، وكانوا يقتلون في الطريق كل من كان ينتابه التّعب وتعييه الحيلة على مواصلة السير.