للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأرزنجانى» (١) في ذلك الوقت هذا الرّباعي:

قد أضأت صبحا من أجل «الشام» (٢) … حين جدّدت رسوم الإسكندر

وجعلت الشّمس راية للملك … وقننت (٣) قوانين السلطنة

وحين فرغ السلطان من مهمات أرزنجان واتخذ الاحتياطات اللازمة للقلاع، أمر الجيش بأن يهاجم «أرزروم» و «وكوغونية»، «حتى يرى أي طريق يسلكه معنا الملك ركن الدين جهانشاه والملك مظفّر الدين محمد».

ولما علم الملك «ركن الدين» بورود العساكر تقدّم بقدم التّواضع والتّذلل وسيّر الكثير من التحف لخدمة الجيش، وأرسل أميرا من أمرائه مع كنز رائع إلى حضرة السلطان، وأعطاه رسالة مضمونها: ما أنا إلا مملوك مسكين، فإن كان الأرزنجاني الجاني قد تمرّد، فقد نال جزاءه. أنا مملوك طالما كنت حيّا، أقود حصان الإخلاص مسرعا في طريق الولاء للسلطان، والمأمول أن تتلى في شأني الآية الشريفة وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى (٤) وألّا يوجّه السلطان عتابا لي- أنا المملوك البريء- على ذنب «داود شاه».


(١) من مريدي الصوفي المعروف جلال الدين الرومي، النظر: ذبيح الله صفا، تاريخ أدبيات در إيران، ٣: ١٢٨٣ طبع طهران ١٣٥٢ هـ. ش.
(٢) كلمة «شام» فيها تورية لمعناها الفارسي، وهو الليل، وبهذا يكون معنى الشّطر:
قد أضأت صبحا بالليل.
(٣) في الأصل «مفتن» وهو تصحيف. انظر أ. ع، ص ٣٥٩.
(٤) الأنعام- الآية ١٦٤.