لحضرة السلطان، وحين جاء قال مفروزم ينبغى أن تنزلوا به العقوبة، وخوفا من امتهان الشرف، عمد زكريا الحاجب إلى نهر المعرفة ليفتحه، فأزاح طرف القلنسوة عن جبهته، وعند ذلك عرفه السلطان، غير أنه ضرب صفحا عن استقصاء الأمر في ذلك الحين، وأبدى لمفروزم عذرا مناسبا للحال، وأمر أحد خواصّه باللغة الفارسية أن يحتجزه. فلما خلا القصر من الأغيار طلب السلطان زكريا، فدخل من الباب مسرعا متبخترا كأنّما هو السعادة والإقبال، وقال:
كانت نتيجة هذه الجرأة هذه القربى، قال السلطان: كيف حال أخي؟ أجاب:
هو في أوج العظمة، استولى على مملكة الأبخاز وأذعنت له ولاية الكرج. ثم تبسّم في وسط الكلام. قال السلطان: ولم الضحك؟ فاقترب منه، وأفضى إليه بما حدث برمّته، ووضع أمامه الخطوط والعهود، فلما طالع المكاتبات والعهود، انهمر الدمع من عينيه بالرغم من امتلاء قلبه بالنار بسبب جور أخيه وما رآه من ظلم لا حدّ له، وأظهر الأسف على وفاته.
ومن ثم استدعى الملك مفروزم، وقصّ عليه ما حدث، فأعلن الحداد ثلاثة أيام، وفي اليوم الرابع قال السلطان إنه قد أزمع التوجّه إلى/ الممالك الموروثة.
قال مفروزم: كل ما عندي فداء لك، فلتأخذوا الأهبة للرحيل، ويسير هذا العبد أيضا في ملازمة ركاب المليك. وكان من قبل قد جعل ابنته التى زوّجها للسلطان، وابنه ملازمين للحضرة السلطانية، فبذل السلطان للجميع جميل الوعود، وارتحل.