للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١١٢ - حدثنا هارون بن إسحاق الهمدانى، حدثنا يحيى بن محمد المدنى، عن عبد العزيز بن محمد، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال:

«كان النّبىّ صلى الله عليه وسلم إذا اعتمّ سدل عمامته بين كتفيه».

قال نافع: وكان ابن عمر يفعل ذلك.

قال عبيد الله: ورأيت القاسم بن محمد وسالما يفعلان ذلك.

ــ

١١٢ - (المدينى) نسبة إلى مدينة السلام على الأصح. (سدل عمامته) أى: أرخى طرفها (١)، وفى رواية عند أبى محمد بن حبان عن ابن عمر أيضا أنه قيل: له كيف كان يعتم رسول الله فقال: «يدير كور العمامة على رأسه، ويغرزها من ورائه، ويرخى لها ذؤابة بين كتفيه» رواه مسلم (٢)، وروى ابن أبى شيبة عن على «أنه صلى الله عليه وسلم عمه بعمامة وسدل طرفها على منكبه»، وأبو داود: «أنه عمّ ابن عوف وسدلها بين يديه ومن خلفه» (٣) ولا تنافى، لأن السدل يحصل بكل، لكن الأفضل أن يكون بين الكتفين، لأنه صح من فعله بنفسه، ويحتمل أن السدل من وراء وأمام إنما يسنّ لمن أراد إرخاء طرفيها، وأما من اقتصر على طرف، فالأفضل له بين الكتفين، ثم المنكب، قال بعضهم فى رواية مسلم: «أنه صلى الله عليه وسلم دخل مكة بعمامة سوداء» (٤) من غير ذكر سدل فيها، وهو يدل على أنه لم يكن يسدل دائما، قال ابن القيم عن شيخه ابن تيمية: أنه ذكر شيئا بديعا، وهو أنه صلى الله عليه وسلم لما رأى ربّه واضعا يده بين كتفيه أكرم ذلك الموضع بالعذبة، قال العراقى: لم نجد لذلك أصلا، أقول: فى هذا من قبيح رأيهما وضلالهما، إذ هو مبنى


١١٢ - إسناده ضعيف: فيه يحيى بن محمد المدنى؛ قال فيه الحافظ: صدوق يخطئ (التقريب ٧٣٣٨). ورواه الترمذى فى «اللباس» (١٧٣٦) بسنده ومتنه سواء، ورواه أبو الشيخ فى «أخلاق النبى صلى الله عليه وسلم» (ص ١٢٣)، وابن حبان فى «صحيحه» (٦٣٩٧)، والبغوى فى «شرح السنة» (٣١٠٩) من طريق المصنف به فذكره.
(١) ذكره الصالحى فى سبل الهدى والرشاد (٧/ ٤٢٩)، وعزاه للخطابى، وابن عساكر عن ابن عباس رضى الله عنهما.
(٢) رواه مسلم (١٣٥٨).
(٣) رواه أبو داود (٤٠٧٩) من حديث عبد الرحمن بن عوف. وقال الصالحى (٧/ ٤٣٩): وورد من عدة طرق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عمم عبد الرحمن بن عوف أرسل العذبة من خلفه.
(٤) رواه مسلم (١٣٥٨).

<<  <   >  >>