عمائم الشيطان، وقد كانت عبرته صلى الله عليه وسلم فى ملبسه، أتم وأنفع للبدن وأخف عليه، فإنه لم يكبر عمامته، إذ كبرها يعرض الرأس للآفات كما هو مشاهد، وخفتها لا يقى من
= ثالثا: الردّ عن شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية. أولا: ابن تيمية رحمه الله: لقد أخذ ابن حجر كثيرا فى كتبه وفتاويه على ابن تيمية كوصفه بصفات غير موجودة فيه، ورميه، والدعاء عليه، وتقبيحه كما فعل هنا، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولكنّ هذا دأب العلماء المجتهدين، لا بد لهم من أقران يعادونهم لمجرد مخالفتهم فى رأى أو فكر أو مذهب، وهو أمر موجود فى كل زمان ومكان حتى فى زماننا هذا، من الفرقة، والتعصب الذى نتج عن أمرين: الظلم والجهل، عفانا الله منهما ومن كل ظالم جهول. وإن مكانة شيخ الإسلام بين أهل العلم لعالية رفيعة وسنذكر شيئا مما ذكره الشيخ ابن ناصر الدمشقى فى كتابه «الردّ الوافر على من زعم: بأن من سمّى ابن تيمية شيخ الإسلام كافر. حيث أورد أقوال أهل العلم العاملين الربانيين فى تزكيتهم الإمام الهمام ابن تيمية رحمه الله تعالى، (ص ٣٠٢) [سؤال وجواب]: ورد من حلب الشهباء فى شيخ الإسلام تقى الدين أحمد ابن تيمية رضى الله عنه وهو: ما تقول السادة العلماء أئمة الدين، رضى الله عنهم أجمعين، فى شيخ الإسلام تقى الدين ابن تيمية رحمه الله تعالى، هل هو من أهل العلم والدين الذين يقتدى بهم أم لا؟ فإذا قلتم إنه من أهل العلم والدين، هل يجوز لمغرور يأخذ الأشياء تقليدا، أن يقدح فى علمه وديانته؟ وهل يحرم عليه الطعن فى مثل هذا الإمام من غير فهم لكلامه؟ وهل يثاب الإمام على زجر هذا المغرور أم لا؟ أفتونا مأجورين رضى الله عنكم أجمعين. فأجاب الشيخ الإمام العالم العلامة فريد العصر، ووحيد الدهر، مفتى المسلمين، مظهر آثار المرسلين، شيخ الدنيا والدين، شهاب الدين أحمد بن الأذرعى الشافعى، بحلب المحروسة رحمه الله تعالى، فقال بعد الحمد لله: الشيخ تقى الدين ابن تيمية رحمه الله تعالى. أجل أئمة الإسلام الأعلام، كان رحمه الله تعالى بحرا من البحور فى العلم، وجبلا شامخا لا يختلف فيه اثنان من أهل العصر. ومن قال خلاف ذلك فهو جاهل أو معاند مقلد لمثله. وإن خالف الناس فى مسائل فأمره إلى الله تعالى، والوقيعة فى أهل العلم ولا سيما أكابرهم من كبائر الذنوب. وقد روى الخطيب البغدادى رحمه الله تعالى فى كتابه «الجامع فى آداب الراوى والسامع» بإسناده عن ابن عباس رضى الله عنهما أنه قال: «من آذى فقيها واحدا فقد آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد آذى الله تعالى». وقد قال بعض العلماء الماضين: لحوم العلماء مسمومة. وعادة الله فى هتك أعراض منتقصيهم معلومة. ومن وقع فيهم بالثّلب. ابتلاه الله قبل موته بموت القلب؛ فَلْيَحْذَرِ اَلَّذِينَ يُخالِفُونَ =