للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= ويمدحن لمذموم ببدعته ... مع ذم شيخ علوم الشرع والأدب
ما كلمة قالها إلا اقشعر لها جلد ... وذاب لها قلب لمنتحب
نبكى على زمن صرنا لرؤية من ... يفتى بكفر وهو فى الجهل منحجب
يجازف القول فى أهل العلوم وهم ... سم لحومهم قد جربوا فتب
من أجمعوا أنه البحر الإمام لنا ... مجدد الدين فى عصر لمضطرب
وأنه حافظ الإسلام عالمه ... سارت فتاواه فى الآفاق والشعب
له الكرامات كالأعلام شائعة ... تروى وتقرى وتنتحى لمنتحب
له التصانيف دلت فى تفرده ... بالحفظ والفهم والإتقان والكتب
له المحافل والسلطان يسمعه ... وقطع خصم بأعلا قطع منتصب
وكم رأوه يصلى الفجر فى الأموى ... مع سجنه وكذا فى الأطهر النجب
وإن أردت دليل الحس فهو إذن ... موجود يشهد مثل الشمس لم تغب
مؤلفات عظام ثم شهرته ... وجعله مثل الباهى بذى نسب
جنازة شهدت ما مثلها شهدوا ... بعد القرون التى بالخير فى القرب
وابن القيم تلميذ ورفقته ... وصحبه كلهم فاقوا على الصحب
فمثل هذا يكن بالكفر متصفا ... بقول من يدعى علما ولم يجب
أما لنا غيرة فى الحق تأخذنا ... بقصم من يجترى بالفجر والثلب
ويا شماتة أعداء به سمعوا ... رفعا وبشراهم فى خفض منتصب
يا ضحك إبليس منا إذ نكفره ... من غير ما ردّة كلا ولا ريب
منى العدا كفر من أطفا أدلتهم ... بنوره ودوام اللهو واللعب
فلا جزى الله خيرا من يعينهم ... بالقول والكتب فى حلم وفى غضب
ما حققوا العلم ما شموا روائحه ... إذ كفروا عالم الإسلام بالغضب
تعصبوا بمقال فى تنقبهم ... ولثموا إثمه فى الرأس للذنب
قد زانه لهم شيطان أنفسهم ... محسنا وانثنى من بعد ما غلب
فقال: إنى برىء قولا بردته ... بل كنت فى ذمه معكم كمعتصب
فيا أئمة دين الله هل أحد ... يرضيه قول بكفر العالم الدرب؟
تحتم الفحص والدعوى على رجل ... أفتى بكفر بأن يلجئ إلى السبب
فإن أقام دليلا قاطعا عجبا ... فذاك أو ذا احتمال فيه فاستتب
أو لم فكفره وأحكم إذ تنقصه ... تعزيره بسياط أو بذى الأدب
وإن تحقق سجن قاصر فله ... طويل وقت إلى شعبان أو رجب
وردع أمثاله والمقدمين على ... مقالة تبعا تقليد مصطحب
فما يضرّ بنا غير التساهل فى ... أمر لهذا وقول العادل الندب =

<<  <   >  >>