للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣٣١ - حدثنا قتيبة بن سعيد، وأحمد بن عبدة الضبى، والمعنى واحد، قالا:

حدثنا حماد بن زيد، عن سلم العلوى، عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«أنّه كان عنده عليه السّلام رجل به أثر صفرة. قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكاد يواجه أحدا بشىء يكرهه، فلمّا قام، قال للقوم: لو قلتم له يدع هذه الصّفرة».

ــ

وعظيم حلمه، وصبره وفى ذلك فضيلة تامة لأنس، لأنه لم يرتكب فى تلك السنين من أمور الخدمة ما يقتضى المؤاخذة شرعا، إذ سكوته صلى الله عليه وسلم عن الاعتراض عليه يستلزم ذلك، لأنه صلى الله عليه وسلم كان لا يسكت على حرام. (وكان) تعميم بعد تخصيص، لئلا يتوهم أن هذا شأنه مع أنس فقط. (من أحسن) لا ينافى كونه أحسن ألا ترى أنك لو قلت: زيد من أفضل علماء البلد لم يناف ذلك كونه أفضلهم؟ إذ الأفضل المتعدد بعضه أفضل من بعض، فتأمله مع جواب بعضهم عنه: بأن كان للاستمرار والدوام، فإذا كان دائما من أحسن الناس خلقا كان أحسن الناس خلقا انتهى، يظهر لك مما لا يخفى على ذى ذوق سليم. (خزا) هو مركب من حرير وغيره، وهو مباح إن لم يزد الحرير وزنا، ولا عبرة بزيادة الظهور فقط. (ولا شيئا) تعميم بعد تخصيص. (شممت) بكسر الميم الأولى ويجوز فتحها. (ولا عطرا) تعميم بعد تخصيص أيضا.

٣٣١ - (لا يكاد يواجه) أى لا يقرب من أن يقابل أحدا بشىء يكرهه، وهذا لتضمنه نفى القرب من المواجهة أبلغ من لا يواجه. (لو قلت) للشرط فالجزاء محذوف أى:

لكان أحسن أى: لأن فيه نوع تشبه بالنساء، وهو من غير قصد التشبه بهن مكروه، أو


٣٣١ - إسناده ضعيف: رواه أبو داود فى الترجل (٤١٨٢)، وفى الأدب (٤٧٨٩)، من طريق حماد بن زيد به فذكره ورواه أحمد فى المسند (٣/ ١٣٣،١٥٤)، والنسائى فى اليوم والليلة (٢٣٦)، كلاهما من طريق حماد بن زيد به فذكره. وقال أبو داود: سلم ليس هو علويا، كان يبصر فى النجوم، وشهد عندى عدى بن أرطأة على رؤية الهلال، فلم يجز شهادته. قلت: ضعف الحافظ سلم العلوى، وقال ابن حبان: منكر الحديث على قلته لا يحتج به إذا وافق الثقات، فكيف إذا انفرد. وكان شعبة شديد الحمل عليه اه‍، انظر: المجروحين (١/ ٣٤٣)، وتهذيب التهذيب (٤/ ١٣٥).

<<  <   >  >>