للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هي مجموعة الدول النامية أو المتخلفة، وفيها تظهر المشكلة السكانية، وتتمثل في انخفاض حاد في الوفيات وزيادة في المواليد، وهي مرحلة طويلة وشاقة، ويرى (رستو) أن أكثر الدول النامية لا تزال في هذه المرحلة.

- المجموعة الثانية: هي مجموعة الدول الغنية بمواردها الطبيعية حيث تنخفض فيها كثافة السكان ويكون معظم السكان من أصل أوروبي.

• والمرحلة الثالثة: هي مرحلة الانطلاق، وفيها يستطيع المجتمع توفير شروط الإقلاع أو الانطلاق، عندما يهيئ المجتمع نفسه لمرحلة الانطلاق نفسها.

ويرى (رستو) أن يلزم ظهور حافز جاد، في هذه المرحلة، والذي يمكن أن يكون ثورة سياسية، تغير ميزان القوى الداخلي، وتحدث تغييرات في القيم الاجتماعية، وفي طبيعة المؤسسات الاقتصادية (١).

وقد لوحظ أنه بهذه الطريقة ظهرت عدة انقلابات عسكرية في الدول النامية، كلها ترفع شعار الاشتراكية المحلية، وتتغنى بمرحلة الانطلاق، حتى سميت في مصر الثروة بمرحلة الانطلاق العظيم. وصدرت في ذلك عدة كتب ونشرات، ولكن (رستو) يحاول أن يخفي هدفه من نظريته، وهو سحب البساط من تحت أرجل الماركسيين، وتحطيم القوى الأخرى في المجتمعات النامية عن طريق تغيير ميزان القوى وإحداث تغييرات في القيم الاجتماعية.

يحاول أن يخفي هذا الهدف بإشراك عوامل أخرى للتغيير في هذه المرحلة بخلاف الثورة السياسية. وذلك في شكل ابتكارات تكنولوجية، أو في شكل إحداث تطورات إيجابية في هذه الدولة، كفتح أسواق جديدة للصادرات، أو تطورات سلبية كالاستيلاء من شروط التبادل التجاري.

ويضيف (رستو) شرطًا ضروريًا آخر لهذه المرحلة، وهو أن تكون هناك صفوة أو فئة يسميهم المنظمين. ويتساءل من أين سيأتي بهؤلاء؟ ثم يجيب بأن ذلك يشمل أكثر الحركات الإصلاحية الدينية أو الثقافية، كدور اليهود في كثير من الدول، وبالطبع تكون الحركات العسكرية هي صاحبة الدور الرئيسي.

• المرحلة الرابعة: مرحلة النضوج: وفيها تضمحل القطاعات التي كانت رائدة في المرحلة السابقة ليحل محلها قطاعات رائدة جديدة، ويستمر النمو الاقتصادي حتى لا يدخل مرحلة


(١) " اقتصاديات التخلف والتنمية " د. أنطونيوس كرم: ص ١٢١. مركز الاتحاد القومي - بيروت، بالتعاون مع جامعة الكويت، الطبعة الأولى: سنة ١٩٨٠.

<<  <   >  >>