للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإن مما خص الله به محمدا صلى الله عليه وسلم أنه خاتم الأنبياء فلا نبي بعده، لأن الله أكمل به الرسالات، وختم به الشرائع، وأتم به البناء، وتحقق بنبوته بشارة المسيح به حيث قال: " أما قرأتم قط في الكتب: الحجر الذي رفضه البناءون هو قد صار رأسا للزاوية " (١) وقد اعتبر القس إبراهيم خليل - الذي أسلم فيما بعد - هذا النص موافقا لقول محمد صلى الله عليه وسلم عن نفسه: «إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون به، ويعجبون له، ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة، قال: فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين» (٢) .

ولأجل ذلك جعل سبحانه الكتاب الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم مهيمنا على الكتب السابقة، وناسخا لها، كما جعل شريعته ناسخة لكل الشرائع المتقدمة، وتكفل الله بحفظ رسالته، فنقلت نقلا متواترا، حيث نقل القرآن الكريم نقلا متواترا صوتا ورسما، كما نقلت سنته القولية والفعلية نقلا متواترا، ونقل التطبيق الفعلي لشرائع هذا الدين وعباداته وسننه وأحكامه نقلا متواترا.

ومن اطلع على دواوين السيرة والسنة علم أن صحابته رضوان


(١) إنجيل متى ٢١: ٤٢.
(٢) انظر محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل والقرآن تأليف المهتدي إبراهيم خليل أحمد، ص: ٧٣، والحديث أخرجه البخاري في كتاب المناقب، باب ١٨، واللفظ له، ومسلم في كتاب الفضائل حديث ٢٢٨٦ من حديث أبي هريرة مرفوعا، وهو في المسند، جـ ٢، ص: ٢٥٦، ٣١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>