للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإما أن يكون مسلما، وإما أن يكون كافرا: {إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} [الإنسان: ٣] (١) .

ولذا تجد الناس على نوعين: إنسان يعرف خالقه، ويؤمن به ربا ومالكا وإلها يعبده وحده، ويتبع شريعته في حياته الاختيارية، كما هو مفطور على الاستسلام لربه لا محيد له عنه تابع لتقديره، وهذا هو المسلم الكامل الذي قد استكمل إسلامه، وقد أصبح علمه صحيحا، لأنه عرف الله خالقه وبارئه الذي أرسل إليه الرسل، وأولاه قوة العلم والتعلم، وأصبح عقله صحيحا ورأيه سديدا، لأنه أعمل فكره ثم قضى ألا يعبد إلا الله الذي أكرمه بموهبة الفهم والرأي في الأمور، وأصبح لسانه صحيحا ناطقا بالحق لأنه لا يقر الآن إلا برب واحد هو الله تعالى الذي أنعم عليه بقوة النطق والكلام، فكأن حياته ما بقي فيها الآن إلا الصدق، لأنه منقاد لشرع الله فيما له الخيرة فيه من أمره، وامتدت بينه وبين سائر المخلوقات في الكون آصرة التعارف والتآنس، لأنه لا يعبد إلا الله الحكيم العليم، الذي تعبده وتذعن لأمره وتنقاد لتقديره المخلوقات كلها، وقد سخرها من أجلك أيها الإنسان.


(١) سورة الإنسان، الآية: ٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>