للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - انتظام أمر العالم كله وإحكام أمره أدل دليل على أن مدبره إله واحد، وملك واحد، ورب واحد، لا إله للخلق غيره، ولا رب لهم سواه، فكما يمتنع وجود خالقين لهذا الكون، فكذلك يمتنع وجود إلهين قال تعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} [الأنبياء: ٢٢] (١) فلو فرض أن في السماء والأرض إلها غير الله لفسدتا، ووجه الفساد أنه إذا كان مع الله إله آخر يستلزم أن يكون كل واحد منهما قادرا على الاستبداد والتصرف، فيقع عند ذلك التنازع والاختلاف، ويحدث بسببه الفساد (٢) وإذا كان البدن يستحيل أن يكون المدبر له روحان متساويان، ولو كان كذلك لفسد وهلك، وهذا محال، فكيف يتصور هذا في الكون وهو أعظم (٣) .

٤ - إجماع الأنبياء والمرسلين على ذلك: تجمع الأمم على أن الأنبياء والمرسلين هم أكمل الناس عقولا، وأزكاهم أنفسا، وأفضلهم أخلاقا، وأنصحهم لرعاياهم، وأعلمهم بمراد الله، وأرشدهم إلى الطريق القويم والصراط المستقيم، لأنهم يتلقون الوحي عن الله، فيبلغونه للناس، وقد اتفق جميع الأنبياء والمرسلين من


(١) سورة الأنبياء، الآية: ٢٢.
(٢) انظر فتح القدير، جـ ٣، ص: ٤٠٣.
(٣) انظر: مفتاح دار السعادة، جـ ١، ص: ٢٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>