للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أولهم آدم - عليه السلام - إلى آخرهم محمد - صلى الله عليه وسلم - على دعوة أقوامهم إلى الإيمان بالله، وترك عبادة ما سواه، وأنه الإله الحق، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: ٢٥] (١) وقال - جل ثناؤه - عن نوح - عليه السلام - إنه قال لقومه: {لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ} [هود: ٢٦] (٢) وقال - سبحانه - عن آخرهم محمد - صلى الله عليه وسلم - إنه قال لقومه: {قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [الأنبياء: ١٠٨] (٣) .

هذا الإله الذي أوجد الكون من عدم فأبدعه، وخلق الإنسان في أحسن تقويم وكرمه، وركز في فطرته الإقرار بربوبيته وألوهيته، وجعل نفسه لا تستقر إلا إذا استسلمت إليه وسارت على منهجه، وفرض على روحه ألا تطمئن إلا إذا سكنت إلى بارئها، واتصلت بخالقها، ولا صلة لها إلا من خلال صراطه المستقيم الذي بلغته الرسل الكرام، ومنحه عقلا لا يستقيم أمره، ولا يقوم بوظيفته على أكمل وجه إلا إذا آمن به سبحانه.

فإذا استقامت الفطرة، واطمأنت الروح، واستقرت النفس، وآمن العقل تحققت له السعادة والأمن والاطمئنان في الدنيا والآخرة.


(١) سورة الأنبياء، الآية ٢٥.
(٢) سورة هود، الآية: ٢٦.
(٣) سورة الأنبياء، الآية: ١٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>