فدرجة الرسالة والنبوة والشهادة من أفضل الدرجات عند الله، ولم يكن ينال الإنسان هذا إلا على هذا الوجه الذي قضاه الله سبحانه من إهباط آدم - عليه السلام - وذريته إلى الأرض.
٣ - أنه - سبحانه - الملك الحق المبين، والملك هو الذي يأمر وينهى ويثيب ويعاقب، ويهين ويكرم، ويعز ويذل، فاقتضى ملكه سبحانه أن أنزل آدم وذريته دارا تجرى عليهم فيها أحكام الملك، ثم ينقلهم إلى دار يتم فيها جزاؤهم على أعمالهم.
٤ - أن الله خلق آدم - عليه السلام - من قبضة من جميع الأرض، والأرض فيها الخبيث والطيب، والحزن والسهل، فعلم سبحانه أن في ذرية آدم - عليه السلام - من لا يصلح لمساكنته في داره؛ فأنزله إلى دار استخرج فيها الطيب والخبيث، ثم ميزهم - سبحانه - بدارين: فجعل الطيبين أهل جواره ومساكنته، وجعل الخبيثين أهل دار الشقاء دار الخبثاء.
٥ - أنه - سبحانه - له الأسماء الحسنى، فمن أسمائه: الغفور، الرحيم، العفو، الحليم. . . ولا بد من ظهور آثار هذه الأسماء، فاقتضت حكمته سبحانه أن ينزل آدم - عليه السلام - وذريته دارا يظهر عليهم فيها أثر أسمائه الحسنى، فيغفر لمن يشاء، ويرحم من يشاء، ويعفو عمن يشاء، ويحلم على من يشاء إلى غير ذلك من ظهور أثر أسمائه وصفاته.