- وإيمان بالله سبحانه وتعالى وأنه رقيب على السرائر، يعلم السر وأخفى، تستمد الشريعة سلطانها من أمره ونهيه، وتلتهب المشاعر بالحياء منه إما محبة له أو خشية منه أو بهما معا، ولا ريب أن هذا الضرب من الإيمان هو أقوى الضربين سلطانا على النفس الإنسانية، وهو أشدهما مقاومة لأعاصير الهوى وتقلبات العواطف، وأسرعهما نفاذا في قلوب العامة والخاصة.
من أجل ذلك كان الدين خير ضمان لقيام التعامل بين الناس على قواعد العدالة والإنصاف، وكان لذلك ضرورة اجتماعية، فلا غرو إن حل الدين من الأمة محل القلب من الجسد (١) .
وإذا كان الدين عموما بهذه المنزلة، فالمشاهد اليوم تعدد الأديان والملل في هذا العالم، وتجد كل قوم بما لديهم من الدين فرحون مستمسكون به، فما الدين الصحيح الذي يحقق للنفس البشرية ما تصبو إليه؟ وما ضوابط الدين الحق؟