للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٥ - الاستدلال بقدرته على أمور تشبه الحشر والنشر بقدرته على إحياء الموتى ومن ذلك:

أ - خلق الله الإنسان من نطفة من مني كانت متفرقة في أنحاء البدن - ولذا تشترك جميع الأعضاء في الالتذاذ بالوقاع - فيجمع الله هذه النطفة من أنحاء البدن، ثم تخرج إلى قرار الرحم فيخلق الله منها الإنسان، فإذا كانت هذه الأجزاء متفرقة فجمعها وكون منها ذلك الشخص، فإذا افترقت بالموت مرة أخرى فكيف يمتنع عليه جمعها مرة أخرى؟ قال عز من قائل: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ - أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ} [الواقعة: ٥٨ - ٥٩] (١) .

ب - أن بذور النبات على اختلاف أشكالها إذا وقعت في الأرض الندية واستولى عليها الماء والتراب، فالنظر العقلي يقتضي أن يتعفن ويفسد، لأن أحدهما يكفي في حصول العفونة، ففيهما جميعا أولى، لكنه لا يفسد بل يبقى محفوظا، ثم إذا ازدادت الرطوبة تنفلق الحبة فتخرج منها النبتة، أفلا يدل ذلك على قدرة كاملة وحكمة شاملة؟ فهذا الإله الحكيم القادر كيف يعجز عن جمع الأجزاء وتركيب الأعضاء؟ قال تعالى: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ - أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} [الواقعة: ٦٣ - ٦٤]


(١) سورة الواقعة، الآية: ٥٨، ٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>