للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد قال ابن أَبي حاتم في المراسيل: "ثنا أَبي قال سأَلت أَبا مسهر: "سمع مكحول من أَحد أَصحاب النبي ؟) قال "ما صح عندنا إلا أَنس بن مالك" قلت: "واثلة؟ " فأَنكره ا هـ.

وقد جاءَ الإنكار على وجه آخر: قال الإمام أَحمد في مسنده: حدثنا روح ثنا سعيد عن قتادة عن أَبي حسان: رجلين دخلا على عائشة فقالا: " إن أَبا هريرة يحدث أَن نبي الله كان يقول: "إنما الطيرة في المرأَة والدابة والدار " قال: فطارت شِقّة منها في السماء وشِقّة منها في الأَرض (١) وقالت: "والذي أَنزل القرآن على أَبي القاسم ما هكذا كان يقول، ولكن كان نبي الله يقول: كان أَهل الجاهلية يقولون: الطيرة في المرأَة والدابة والدار. ثم قرأَت عائشة ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا﴾ الآية) (٢) وأَبو حسان اسمه مسلم الأَجرد يروي عن ابن عباس وعائشة. قال بعض الأَئمة: ورواية عائشة في هذا أَشبه بالصواب إن شاءَ الله لموافقته نهيه عن الطيرة نهيًا عامًا، وكراهتها وترغيبه في تركها بقوله: "يدخل الجنة سبعون يدخل الجنة سبعون أَلفًا بغير حساب وهم الذين لا يكتوون ولا يسترْقُون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون" واستدراكها على أَبي هريرة في هذا من جنس استدراكها على ابن عمر في


(١) الشقة: القطعة المشقوقة، وهذا مبالغة في التعبير عن الغضب والغيظ (يقال: قد انشق فلان من الغضب كأنه امتلأ باطنه به حتى انشق) - لسان العرب.
(٢) سورة الحديد ٥٧، الآية ٢٢.

<<  <   >  >>