للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأصول. واحتج من فضَّل خديجة بأنها أول الناس إسلامًا كما نقل الثعلبي الإجماع عليه، وبأن لها تأثيرًا في أول الإسلام وكانت تسلي رسول الله وتبذل دونه مالها، فأدركت غرة الإسلام، واحتملت الأذى في الله ورسوله، وكانت نصرتها للرسول في أعظم أوقات الحاجة فلها من ذلك ما ليس لغيرها. قال أبو بكر بن داوود: "ولأن عائشة أقرأها رسول الله السلام من جبريل، وخديجة أقرأها جبريل السلام من ربها على لسان محمد فهي أفضل".

واحتج من فضل عائشة بأن تأثيرها في آخر الإسلام، فلها من التفقه في الدين وتبليغه إلى الأمة وانتفاع بنيها بما أدت إليهم من العلم ماليس لغيرها" قال السهيلي: "وأصح ماروي في فضلها على النساء حديث "فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام "يعني كما أخرجه الشيخان من حديث أنس قال: "وأراد بالثريد اللحم". كذلك رواه معمر في جامعه مفسرا عن قتادة - وأبان يرفعه - فقال فيه: "كفضل الثريد باللحم" ووجه التفضيل من هذا الحديث أنه قال في حديث آخر: "سيد أدم الدنيا والآخرة اللحم" مع أن الثريد إذا أطلق لفظه فهو ثريد اللحم، أنشد سيبويه:

إذا ما الخبز تأدمه بلحم … فذاك أمانة الله الثريد

قال: "ولولا قوله في خديجة: "والله ما أبدلني الله خيرا منها" لقلنا بتفضيلها على خديجة وعلى نساء العالمين. اهـ. وهذا الحديث الذي أشار إليه أخرجه ابن ماجه في سننه: حدثنا العباس بن الوليد الخلال الدمشقي

<<  <   >  >>