للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واعلم إذا اختلفت عليك فإنه ... ما في وقوفك ساعة من بأس

فلما وقف عليها الملك المعظم أعجبته غاية الإعجاب. ومن شعر جمال الدين رحمه الله تعالى قوله:

وإذا رآني الناس قالوا صالحاً ... غفر الإله لهم وغضوا الأعينا

ويقرني أقوالهم مع أنني ... أدري بما عندي فأسكت مذعنا

يا ليتهم عرفوا بقبح سريرتي ... فسلمت أو سلموا فكان الأحسنا

يا نفس ويحك من يرى حالي فما ... عذر امرئ مثلي تأخر أو دنى

أعني بتحسين الثياب فأغتدي ... مثل الحمار مجلاً ومرسنا

ماذا العناية ويك بالجسم الذي ... هو سجن من لا يرتضي أن يسجنا

هل ذاك إلا جيفة لو لم يكن ... أبداً يعاود بالنظافة أنتنا

وقال أيضاً من شعره:

كن مع الدعر كيف قلّبك الده ... ر بقلب راض وصدر رحيب

وتيّقن أن الليالي ستأتي ... كل يوم وليلة بعجيب

وكانت وفاته بدمشق سابع المحرم سنة خمس وعشرين وست مائة، ودفن بقاسيون رحمه الله تعالى.

أيبك بن عبد الله أبو محمد الأمير عز الدين الاسكندري الصالحي، كان من مماليك الملك الصالح نجم الدين وعتقائه، وكان الملك الصالح يثق به ويعتمد عليه؛ ولاّه الشوبك قلعتها وبلدها، وجعل عنده جماعة كثيرة من

<<  <  ج: ص:  >  >>