خواص مماليكه منهم: الأمير عز الدين ايدمر الحلي، والأمير علم الدين سنجر الحصني، والأمير عز الدين أيبك الزراد وغيرهم: وكان عنده كفاية وخبرة تامة، وصرامة شديدة، ومهابة عظيمة، يقيم الحدود على ما يجب، لا يحابي في ذلك. ولما ملك الملك المعز عز الدين أيبك التركماني الديار المصرية مان الأمير عز الدين المذكور من خواصه ولم يزل على ذلك إلى أول الأيام الظاهرية. فلما استولى الأمير علم الدين سنجر الحلبي الكبير رحمه الله على قطعة من الشام كمل تقدم شرحه. ثم تخلل أمره وخرج من دمشق وقصد قلعة بعلبك وحضر بحضرة بدر الدين محمد بن رحال وغيره، وجرت المراسلات بينه وبين الأمير علاء الدين البندقار رحمه الله في تسليم قلعة بعلبك والتوجه إلى باب الملك الظاهر بالديار المصرية، أنه لا يسلم القلعة إلى بدر الدين بن رحال، وأنه لا يسلمها إلا إلى أحد نفرين من خشداشيته سماها أحدهما الأمير عز الدين صاحب هذه الترجمة، فجهز إليه وتسلم القلعة منه. وكان متولياً قلعة شميميش فطلب منها لهذا المهم واستناب بقلعة شميميش، ولما طولع الملك الظاهر بذلك رسم باستمراره في قلعة بعلبك ومدينتها واستمر نائبه بشميميش وبقي على ذلك مدة إلى أن سأل الإعفاء عن شميميش، فاجيب وحضر نائبه إليه، وبقي الأمير عز الدين متولياً ببعلبك وقلعتها مدة أربع سنين كوامل، ثم طلب إلى الديار المصرية وولي قلعة الرحبة وأعمالها وما قاربها فتوجه إليها على كره وزاد الملك الظاهر أقطاعه. ولما وصل إلى الرحبة تجرد