للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وطلب أيضاً من البرواناة تسليم القلعة إليه، فأجابه وبعثه إلى واليها بأمره بتسليمها لنواب أبغا، ويحمل ما فيها من الأموال إلى البرواناة، فلم يجبه وعصى عليه، فظن أبغا أن ذلك بباطن من البرواناة، فقال البرواناة: أنت باغي، فسأل أن يسيره إليها ليسلمها من سيف الدين ويسلمها إلى نوابه، فأذن له، ووكلّ به جماعة من المغل يمنعونه من الوصول إلى القلعة. فلما قرب منها وطلبها من سيف الدين امتنع، فقال له: لهذا الوقت خبأتك سلم إلي القلعة وما فيها لأدرأ عن نفسي القتل بها، فإني مقتول لا محالة إن لم تسلمها إلى أبغا. فقال: إنما أسلمها إلى من سلمها إلي؛ فقال: أنا سلمتها إليك، فقال: إنما سلمها إلي معين الدين البرواناة، فقال: أنا هو، فقال: أنت أسير معهم وما لك حكم في شيء وما أسلمها إلا بأولادي الذين في مصر أسراء، وأنت كنت السبب في أسرهم وأسر غيرهم، فعاد البرواناة، وأخبر أبغا بذلك: فضاعف الموكلين عليه. فلما رأى من كان معه من الممالك والأتباع ذلك تحققوا أنه مقتول، فتفرقوا عنه ثم سار أبغا إلى أردوئه، فاجتمع الخواتين وبكوا وصرخوا وشققوا الجيوب بين يديه. وقالوا: هذا الذي أعان على قتل رجالنا، ولا بد من قتله، فوقفهم أياماً وهم يحرضونه. فلما أعياه دفاعهم أمر بعض خواصه بقتله وقال له: خذه إلى مكان كذا فاقتله به. فلما اجتمع به قال له: إن أبغا يريد الاجتماع بك لكي يصطنعك ويعيدك إلى البلاد؛ فقال: لو يريدني لخبّر بعض معارفي، ولكنه يريد قتلي مخادعة في القول حتى انصرف معه في جماعة من أصحابه عينوا للقتل وهم ثلاثون نفراً. فلما بلغ به الجهة التي عين له قتله فيها قتله ومن استصحبه معه منهم:

<<  <  ج: ص:  >  >>