للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وينظر طرفي أين أترك مهجتي ... قد أقسمت أن لا تسير غداً معي

وما انا إن خلفتها متأسفاً ... عليها وقد حلّت بأكرم موضعي

ولكن أخاف العمر في البين ينقضي ... على ما أرى والشمل غير مجمعي

يميناً بمن ودعته ومدامعي ... تفيض وقلبي للفراق مودعي

لئن عاد لي يوماً بمنعرج اللوى ... وأصبح سرى فيه غير مروعي

غفرت ذنوباً أسلفتها يد النوى ... ولم أشك من جور الزمان المضيع

وسرت أمالي بيوم لقائنا ... ومتّعت طرفي بالحبيب ومسمعي

وفارقت أياماً تولّت ذميمة ... وقلت لأيام السرور ألا ارجعي

وله، وقد سير له الملك الناصر صلاح الدين يوسف - رحمه الله - فرجية ويسأل عن حاله فكتب إليه مع الرسول:

أقول لدمعي حين ساروا بمهجتي ... لقد خفت أن تبيض عيني الآقف

فقالت جفوني لا تجف فيض عبرتي ... فبشراك قد أوفى قميص ليوسف

وقال أيضاً - رحمه الله تعالى:

يا كاتباً قبّلت ماخطّه ... إذ بعدت يد الكاتب

وغائباً في خاطري حاضر ... وغائباً أفديه من غائب

قد سرت يا مولاي في خجلة ... لأنني قصرت في الواجب

وإنما أذنبت كيما أرى ... فضلك في العفو عن التائب

وقال أيضاً - رحمه الله تعالى:

أحن إلى قلب ومن فيه نازل ... ومن أجل من فيها تحب المنازل

<<  <  ج: ص:  >  >>