للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في علم الحديث على الحفاظ المبرزين في زمانه وعلى كثير ممن تقدمه وحفظ الجمع بين الصحيحين بالفاء والواو وكان يكرر عليه وكذلك صحيح مسلم ومعظم مسند الإمام أحمد رحمة الله عليه وغير ذلك من كتب الحديث قال قاضي القضاة شمس الدين عبد الله بن عطاء الحنفي رحمه الله قرئ عليه مسند الإمام أحمد رحمة الله عليه فكان يعلم على أحاديث تمر به فلما انتهى قراءة المسند سئل عن ذلك فقال هذه لا أحفظها فإنا أعلمها لأحفظها فاعتبرناها فكانت مقدار مجيليد صغير وكان إذا سئل عن حديث هل هو صحيح أم لا أجاب في الوقت واشتغل في علم العربية والنحو على الشيخ تاج الدين الكندي رحمه الله ولازمه وكان الشيخ تاج الدين يقدمه على سائر من اشتغل عليه من الطلبة والملوك وغيرهم وسمع عليه جميع مسموعاته وكتب خطاً منسوباً قل من كان يكتب في زمنه أجود منه وهذا في حال شبابه أما لما أسن ضعفت يده واشتغل عليه خلق لا يحصون كثرة بالعلوم الشرعية والحديث والعربية وعلى الطريق وسمع ما لا يحصى كثرة وأسمع زماناً طويلاً فسمع عليه خلق كثير وانتفع به جم غفير ونال من السعادة الدنيوية والدينية ما لم ينله غيره فيما علمنا فإن الملوك كانت تحضر إلى بابه وتقف به إلى أن يؤذن لهم فإذا دخلوا عليه عاملوه بالتعظيم الخارجي عن الحد وامتثلوا إشاراته.

حكى لي أن الملك الأشرف مظفر الدين شاه أرمن موسى بن

<<  <  ج: ص:  >  >>