للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

صلّ كل يوم بعد الزوال، ثم يرد النسخ مخصصًا للأزمان، كما يرد التخصيص مخصصًا لعموم الأعيان، ثم ثبت أنّ النسخ يتأخر عن الخطاب إذا ورد، وليس من شرطه بيان النسخ حين وروده، فوجب أن يكون تخصيص الأعيان كذلك، وأن يجوز تأخير البيان عنها والتخصيص.

مقتضى أفعال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- الواقعة على وجه القربة:

[١٣ - مسألة]

وأفعال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا وقعت على سبيل القربة والطاعة ابتداء من غير سبب يستند إليه فهل هي على الوجوب أم لا؟

على روايتين، إحداهما أنها على الوجوب وهي اختيار شيخنا أبي عبد اللَّه، وقال في رواية حرب: يمسح رأسه كله، كذا جاء الحديث أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يمسح على الرأس كله (١) وقال أيضًا في رواية الأثرم: إذا رمى الجمار فبدأ بالثالثة ثم الثانية ثم الأولى لم يعجبني، قد فعل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- الجمار وسن فيها سنة مبيّنة (٢) وقال أيضًا


(١) بوب البخاري لذلك بقوله: باب مسح الرأس كله لقوله -تعالى-: {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ} وساق فيه صفة وضوء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عن عبد اللَّه بن زيد وفيه "ثم مسح رأسه بيديه فأقبل بهما وأدبر بدأ بمقدم رأسه حتى ذهب بهما إلى قفاه ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه" صحيح البخاري - كتاب الوضوء - باب مسح الرأس كله ١/ ٤٧، وبنحو لفظ البخاري أخرجه مسلم في كتاب الطهارة - باب في وضوء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ١/ ٢١١ رقم ٢٣٥ بالرقم العام الرواية الأولى والثالثة، وبلفظ البخاري مع اختلاف يسير أخرجه أبو داود عن عبد اللَّه بن زيد - كتاب الطهارة - باب صفة وضوء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ١/ ٨٦ حديث ١١٨ والترمذي في أبواب الطهارة - باب ما جاء في مسح الرأس أنه يبدأ بمقدم الرأس إلى مؤخره ١/ ٢٥/ ٣٢ عن عبد اللَّه بن زيد، والنسائي في كتاب الطهارة - باب صفة مسح الرأس ١/ ٧١، وابن ماجه كتاب الطهارة - باب ما جاء في مسح الرأس ١/ ١٤٩، حديث ٤٣٤.
(٢) سنة الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- في رمي الجمار. أنه بدأ بالأولى مما يلي مني ثم التي تليها ثم جمرة العقبة كما في صحيح البخاري كتاب الحج - باب رمي الجمار ١/ ٣٠١ و ٣٠٢ عن ابن عمر وسنن النسائي - كتاب مناسك =

<<  <   >  >>