للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلتُ: والعلة التي أشار إليها الإمام الدارقطني هنا أنَّ الحديث رُوِيَ من طريق عن صالح ابن كيسان، عن ابن عثمان، عن عثمان بن عفان، ثم ثبت من طريق أخرى عن صالح ابن كيسان، عن رجل، عن عثمان، وتابعه على ذلك خلف بن الوليد، عن أبي جعفر الرازي، ثم رجح الدارقطني الطريق الثاني، وقد أعلَّ الدارقطني بهذه العلة أحاديث أخرى كثيرة، أحببت أن أشير إلى أرقام سؤالاتها لزيادة النفع بها (١).

الجنس الثَّامن: أن يكُون الرَّاوي عن شخص أدركهُ وسَمعَ منهُ , لكنَّه لم يسمع منهُ أحاديث مُعينة , فإذا رواها عنه بلا واسطة فعِلَّتها أنَّه لم يسمعها منه.

وهذه العلة تدخل في معنى التدليس إلا أنها أدق منه، وقد سمّاها الحافظ ابن حجر بالمرسل الخفي، وهي رواية معاصر لم يلق، أو أنها نوع خفي من أنواع التدليس، ولقد حصر الدارقطني جملة من أحاديث قوم لم يسمعوها من شيوخهم، ولقد أعلَّ الإمام الدارقطني بهذه العلة أحاديث قليلة، وسوف نضرب هنا بعض الأمثلة منها:

المثال الأول: قال الإمام الدارقطني: " وحدثنا النيسابوري، ثنا أبو الأزهر، قال: ثنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا أبي، وثنا أحمد بن عيسى بن السكين، ثنا عبدالله بن سعد قال: ثنا عمر، ثنا أبي، عن محمد بن إسحاق (٢)، قال: ذكر محمد بن مسلم بن شهاب، قال: حدثني ابن


(١) المصدر السابق، أرقام السؤالات} (٢٤٧)، (٢٤٨)، (٢٥١)، (٢٧٥)، (٢٩٥)، (٣١٣) (٣٢١)، (٣٤٧)، (٣٥٧)، (٣٨٦)، (٣٩٤)، (٤٠١)، (٤٢٥)، (٤٣٠)، (٤٤٢) (٥١٦)، (٥٢١)، (٥٢٢)، (٥٨١)، (٥٩١)، (٦٦١)، (٦٦٢)، (٧١٧)، (٧٢٦)، (٧٥٨)، (٨٠٢)، (٨١٣)، (٨٧٦)، (٨٨١)، (٨٩٧)، (٩٣٠)، (٩٤٨)، (٩٥٨)، (١٠٠٢)، (١٠٠٤)، (١٠١٤)، (١٠٢٤)، (١٠٢٧)، (١٠٣٣)، (١٠٨٠)، (١٠٨١)، (١٠٩٨)، (١١٠٠)، (١١٠٣)، (١١١٣)، (١١١٧)، (١١٢٤)، (١١٦٠)، (١٢٠٥) {.
(٢) هو محمد بن إسحاق بن يسار المدني، أبو بكر ويقال أبو عبدالله، القرشي المطلبي مولاهم (نزيل العراق، إمام المغازي)، (ت: ١٥٠هـ)، صدوق يُدلس من الطبقة الخامسة، من صغار التابعين، أخرج له الستة، ما عدا البخاري فقد أخرج له تعليقاً، تهذيب التهذيب (ج٩/ص٣٤)

<<  <   >  >>