للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حضر في بداية طلبه للعلم مجلس الإمام إسماعيل الصفار، فجلس ينسخ جزءاً كان معه وإسماعيل يملي فقال له بعض الحاضرين: لا يصح سماعك وأنت تنسخ، فقال الدَّارَقُطْني: فهمي للإملاء أحسن من فهمك وأحضر، ثم قال له ذلك الرجل: أتحفظ كم أملى حديثا؟، فقال: إنَّه أملى ثمانية عشر حديثاً إلى الآن، والحديث الأول منها عن فلان، ثم ساقها كلها بأسانيدها وألفاظها لم يخرم منها شيئاً، فتعجب الناس منه (١).

[المبحث الثالث: رحلاته العلمية وشيوخه وتلامذته.]

رحل الإمام الدَّارَقُطْني إلى الكوفة، والبصرة، وواسط، وتَنِّيس، كما ارتحل في كهولته إلى الشام ومصر، وخوزستان، وجاء إلى مكة حاجاً فاستفاد وأفاد، قال الحاكم: دخل الدارقطني الشام ومصر على كبر السن، وحج واستفاد وأفاد (٢).

شيوخه: (٣)

سمع أبو الحسن الدَّارَقُطْني من خلق كثير لا يحصون، والمشايخ الذين روى عنهم في كتاب العلل يربو عددهم على مائتين، منهم:

١ - إبراهيم بن أحمد بن الحسن القرميسيني (ت: ٣٥٨ هـ).

٢ - إبراهيم بن حماد بن إسحاق، أبو إسحاق الأزدي (ت ٣٢٣ هـ).


(١) ابن كثير: إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضو بن درع القرشي الدمشقي، أبو الفداء، عماد الدين (ت: ٧٧٤ هـ)، البداية والنهاية طبعة إحياء التراث العربي، بيروت ١٤٠٨ هـ، تحقيق على شيري (ج١١ / ص٣٦٢)، وابن عساكر، تاريخ دمشق، (ج٤٣ / ص٩٨).
(٢) الذهبي: محمد بن أحمد بن عثمان، شمس الدين (ت: ٧٤٨ هـ)، سير أعلام النبلاء طبعة مؤسسة الرسالة، بيروت ١٤١٣ هـ، (ج١٦ / من ص ٤٩٩ - ٤٥٧)، بتصريف.
(٣) محفوظ الرحمن زين الله السلفي في مقدمة تحقيق علل الدارقطني طبعة دار طيبة، الرياض ١٤٠٥ هـ، (ج١ / ص ١٣ - ١٤)، والذهبي، تذكرة الحفَّاظ، طبعة دار إحياء التراث العربي، بيروت (ج٣/ ٨٢١، ٨٣٢ - ٨٣٣،٨٣٩ - ٨٤٢).

<<  <   >  >>