تحتاج إلى أن يكرر الفعل, أو أن يكرر القول, حتى يفهمه, كرره عليه حتى يفهمه.
الرابعة: أنه إذا سلم الإنسان يرد عليه, وإذا عاد وسلَّم يرد عليه, وإذا عاد وسلَّم يرد عليه, ولو ما راح بعيداً, ولو أنه قريب, ولو أنه يراه؛ لأن الرجل كلما عاد سلم، راح فصلى، ثم عاد فصلى، والنبي - صلى الله عليه وسلم - ينظر إليه، فهو عند النبي - صلى الله عليه وسلم - ليس ببعيد, يراه وينظر أنه لم يطمئن, فدل ذلك على أنه إذا شغل بالصلاة، أو بشيء آخر، ثم عاد فسلم يرد عليه, وهكذا جاء في الحديث:«إذا سلم أحدكم على أخيه, ثم حال بينهما جدار أو شجر أو حجر, ثم لقيه فليسلم عليه»(١)، السلام كله خير، وكله مما يُكسب المودة والأُلفة.
وفيه من الفوائد: أن الطمأنينة لا بد منها, وأنها إذا فُقدت بطلت الصلاة؛ ولهذا أمره النبي - صلى الله عليه وسلم - بالإعادة, فلا بد أن يطمئن في ركوعه، وسجوده, واعتداله بين السجدتين, واعتداله بعد الركوع، والطمأنينة: السكون والركود حتى يرجع كل فقار إلى مكانه، ترجع العظام والمفاصل إلى محالها ومواضعها, فإذا ركع اعتدل واستوى, حتى تهدأ أعضاؤه، ويرجع كل فقار إلى مكانه، وإذا رفع من الركوع
(١) أخرج أبو داود، كتاب الأدب، باب من أولى بالسلام، برقم ٥٢٠٠: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: «إِذَا لَقِيَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَإِنْ حَالَتْ بَيْنَهُمَا شَجَرَةٌ، أَوْ جِدَارٌ، أَوْ حَجَرٌ، ثُمَّ لَقِيَهُ، فَلْيُسَلِّمْ عَلَيْهِ أَيْضًا»، موقوفاً ومرفوعاً، وأبو يعلى، ١١/ ٢٣٣، برقم ٦٣٥٠، والبخاري في الأدب المفرد، ص: ٣٤٩، والبيهقي في شعب الإيمان، ٦/ ٤٥٠، وقال الشيخ الألباني في صحيح الأدب المفرد، ص: ٣٩٨: «صحيح موقوفاً، وصح مرفوعاً».