للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

مثل سجود الصلاة سواء.

وفي هذا من الفوائد: أن الرسل يجري عليهم السهو مثل ما يجري على غيرهم، مثل ما قال - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ» (١) , فالرسل عليهم الصلاة والسلام يصيبهم النسيان كما يصيب غيرهم, لكنهم معصومون فيما يبلغون عن اللَّه أن يقع خطأ فكل ما يبلغ عن اللَّه فهو محفوظ: {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (٢) , فليس فيه خطأ, بل هم معصومون أن ينقلوا عن اللَّه من الشريعة ما هو خطأ, بل هم معصومون في ذلك, كل ما يبلغونه عن اللَّه فهو حق، لكن يقع منهم السهو, ولا يُقرون عليه فينبهون، إما أن يتنبه, وإلا أن يُنَبَّه مثل ما جرى في قصة (ذي اليدين) أنه سلّم من ثنتين - عليه الصلاة والسلام - في صلاة العصر، كما في الرواية الثانية، ثم قام وجلس في مقدم المسجد, فقال له ذو اليدين: أقصُرت الصلاة أم نسيت؟ فقال: «لم أنس ولم تقصر». وكان قد نسي - عليه الصلاة والسلام - , فسأل الناس، فصوَّبوا ذا اليدين, فقام وكمَّل - عليه الصلاة والسلام -، ثم بعدما كمل وسلم من التشهد، ثم سجد سجدتي السهو، ثم سلم منها - عليه الصلاة والسلام - , هذا هو السنة, وإن سجد قبل السلام أجزأه, لكن الأفضل بعد السلام في مثل هذا إذا كان النقص عن ركعة أو


(١) البخاري، كتاب الصلاة، باب التوجه نحو القبلة حيث كان، برقم ٤٠١، ومسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب السهو في الصلاة والسجود له، برقم ٥٧٢.
(٢) سورة النجم، الآية: ٤.

<<  <   >  >>