أن يكون في القرآن مكني وحمل كل لفظ وارد في القرآن على الحقيقة والأول أمكنُ لأن قولة تعالى (ولو ترى إذ وقفوا على ربهم قال أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون) الإنعام ٣٠) يقتضي ظاهر هذا أن يكون هذا الخطاب من الله عز وجل للكفار حقيقة ولا أعلم خلافا بين أصحابنا أن الله تعالى لايكلم الكفار ولا يحاسبهم فعلم بذلك أالمراد بالآية غير مافي ظاهرها.
والعام يراد به الخاص مثل قوله (وأوتيت من كل شيء) النمل ٢٣) ولم تؤت ملك سليمان ولا خٍلقة الرجل وقال (تدمر كل شيء بأمر ربها) الأحقاف ٢٥) ولم تدمر السماء فدل القياس على الخصوص.
والخاص يرادُ به العام كقوله:(يا أيها النبي اتق الله) الأحزاب ١) وهو يريد الكل وقال تعالى (وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم) النساء ٢٣) وهو يريدهم وحلائل البنين من الرضاعة.
والخصوص من العام كقولة تعالى:(والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما) المائدة ٣٨) ثم خص من سرق أقل من ربع دينار من حرز أو غير حرز أو أكثر من ربع دينار من غير حرز وكقوله تعالى (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) التوبة ٥) وقال (ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن) البقرة ٢٢١) ثم استثنى محصنا أخل الكتاب وقال: (وماذبح على