هذا في حفلات الأوساط من أمثالنا، ولم أذكر الحفلات التي تكون في النوادي والفنادق والتي تشتمل على المئات من المدعوّين ويكون فيها من التبذير والمعاصي وإضاعة الأموال ما لا يدري به إلا الله.
ولا يقتصر الأمر على هذه الحفلة، فإن وراءها حفلة العرس والهدايا التي يشترط تقديمها إلى العروس و «النقوط»، وهي بلاء آخر: يكون عندك الفرح فيهدى إليك أشياء لا تحتاج إليها ولا تنتفع بها، وقد تتكرر الهدايا فيجيئك عشر ثريات وليس في دارك إلا أربع غرف، وإن بعتَها عيّروك ببيعها، فلا تدري ماذا تصنع بها. ثم يطالبونك بوفاء هذا الدين فجأة. تكون قد وضعت موازنتك وحسبت وجمعت واستعملت الجبر والهندسة وحساب اللوغارتمات حتى أوشكت أن تعدل النفقات بالواردات، فتفاجَأ بطلب مئة ليرة ثمن هدية لفلان الذي زوج بنته. فتقول: إذا كان في دار فلان الفرح بزواج بنته، فهل يلزم من ذلك أن يكون في داري الحزن لاختلال موازنتي؟
فتقول المرأة: وهل نسيت إذ أهدى إلى ابنتك الزهرية الثمينة المصنوعة من الفخار الصيني؟
تقول: وهل طلبت أن يهدى إلى بنتي زهرية ثمينة مصنوعة من الفخار الصيني؟ وما الذي استفدته أنا منها؟ وقد وضعت في دار بنتي لا في داري، ولو وُضعت في داري فما فائدتها إلا رجفة القلب من الخوف الدائم عليها أن تصطدم بها الخادم ويرميها الولد فتنكسر؟!