وما تزال تلح عليك وتثقب بذلك أذنيك حتى تستسلم وترفع الراية البيضاء، وتقول: خذوا اشتروا هدايا للناس بثمن خبز العيال وعلى العقل السلام.
هذه العادات التي يدافع عنها أمهات البنات، والحماقة التي تشتمل عليها رؤوس بعض الآباء، هي سبب المشكلة.
ولو أننا استطعنا الاستغناء عن الحفلات الكبيرة وقصرنا الأمر على الأقربين من الأهل، وألغينا الكماليات التي لا نفع لها، ومنها غطاء السرير (طقم التخت) الذي لا يستعمل إلا خمس مرات من العمر وثمن الرخيص منه يزيد عن مئة ليرة، أما الغالي فأعوذ بالله من ثمنه. ولو عقلنا أكثر لاستغنينا عن ثوب العرس الذي لا يُلبَس إلا أياماً ثم يعلق في الخزانة كما يعلق الهيكل العظمي في خزائن كلية الطب، لماذا ننفق المئات وربما أنفقنا الألوف ثمن هذا الثوب إذا كان لا يُلبس إلا أياماً؟ لماذا لا نستأجره أو نستعيره؟
أنا أرى أن ننظر في هذه النفقات، فما كان منها ضرورياً للعروسين مفيداً لهما في حياتهما الزوجية وكانا يقدران على دفع ثمنه قبلنا به، وما كان الغرض منه مجرد إعجاب الناس (كثوب الزفاف وغطاء السرير وطاقات الزهر وعلب الملبس) أبَيْناه. إن كل واحد منا يحب أن يثني الناس عليه ولكن دفع ألف ليرة لسماع كلمة إعجاب، كلمة «ما شاء الله، والله شيء حلو» حماقة، إن قيمتها أقل من ذلك بكثير.