أخبرني ابن سمعان يرفعه إبراهيم عاش مائة سنة وخمس وتسعين سنة، وقيل مائتا سنة، فكان بينه وبين نوح عليهما السلام ألف سنة ومائة واثنتان وأربعون سنة وبين مولده وبين الهجرة النبوية ألفان وثمانمائة سنة واثنان وثلاثون سنة.
قال هشام بن محمد عن أبية، قال: خرج إبراهيم عليه السلام إلى مكة ثلاث مرات، دعى الناس إلى الحج في آخرهن فأجابه كل شيء سمعه فأول من أجابه جرهم قبل العماليق ثم أسلموا، ورجع إبراهيم إلى الشام، فمات بها وهو ابن مائتي سنة وفي جامع الأصول عاش عليه السلام مائتي سنة وسنة ذكره الترمذي رحمه اللَّه.
وروى صاحب كتاب الأنس بسنده إلى ابن عمر، قال: لما دخل ملك الموت على إبراهيم لقبض روحه وسلم عليه فرد عليه السلام، وقال: من أنت قال ملك الموت، وقد أمرت بك "فبكى" إبراهيم حتى سمع بكاءه إسحاق فدخل عليه، وقال يا خليل اللَّه ما يبكيك؟ قال: هو ملك الموت يريد أن يقبض روحى فبكى إسحاق حتى علا بكاءه بكاء أبيه فانصرف ملك الموت إلى اللَّه عز وجل فقال يا رب: إن عبدك إبراهيم قد جزع من الموت جزعًا شديدًا، فقال اللَّه تعالى لجبريل -عليه السلام-: يا جبريل خذ ريحانة من الجنة وانطلق بها إليه وحيه بها وقل له الخليل إذا طال به العهد من خليله اشتاق إليه وأنت خليل ما اشتقت إلى خليلك فأتاه جبريل -عليه السلام- فبلغه رسالة ربه ودفع إليه الريحانة فقال: نعم اشتقت إلى لقائك وشم الريحانة فقبض فيها، وقال أهل السير لما أراد اللَّه تعالى قبض خليله إبراهيم عليه السلام، أرسل إليه ملك الموت في صورة شيخ هرم، قال الثعالبي بإسناده: كان إبراهيم -عليه السلام- كثير